كتاب أحمد أمين مؤرخ الفكر الإسلامي

احمد امين، لذلك نجده يعالج بحوثاَ ادبيةً واجتماعيةً في أكثر هذه
المقا لات.
وهو لَبِق كيس، يعرف أن البحث العلمي في مقالةٍ بمجلةٍ غيره في
كتابٍ علميئ مستقل، فيحاول ان يكون يسير التناول لا من حيث دسامة
الفكرة، فهي في كلّ مقالٍ ذات سطوع، ولكن من حيث تناولها، وإذا
أحس الأستاذُ ببعض التركيز لجأ إلى التلخيص في اَخر المقال كما فعل في
بحوثه عن جناية الأدب الجاهلي على الأدب العربي.
وكثرة مقالات الأستاذ العلمية - بالمعنى الواسع كما أشار - هي
التي دفعت الدكتور (زكي مبارك) في مقا لاته المهاجمة بمجلة (الرسالة) أ ن
يُنكر ان لأحمد أمين أسلوبأ متميّزاً، ويعدّهُ باحثأ لا يجيد تحليل الخواطر،
وتصو ير النزعات، ولكنّه بعد أن استراح من هجومه العاصف عدّة شهور،
راجع نفسه، فنفى ما أثبت من قبل، في مقالِ تحليلي كتبه عن الجزء الأول
من (ؤيض الخاطر) وهذا ما لاحظه الأستاذ الدكتور صلاح الدين المنجد،
حيث كتب بالعدد (397) من مجلة الرسالة (0 1/ 2/ 1 94 1) خطابأ تحت
عنوان (إلى الدكتور زكي مبارك) قال فيه:
"كان قلمكم الثائر قد خط في مقالكم الخامس في نقد اَراء الأستاذ
أحمد امين، وتبيان جنايته على الأدب العربي (الرسالة 4 31 - يوليو/
1939) أنّ هذا الأستاذ لم يؤتَ أسلوبأ خاصأ. وأنه ما كان في يوم من
الأيام أديباً، وقلتم: إنه ليس له اسلوبٌ، وان الرجل لا يكون له أسلوب
إلا يو م يصج أنه يحسن الثورة على ما يكره، والأنس بما يحب، فعندئذٍ
تعرف نفسه معنى الانطباعات الذاتية، ويعبّر عن روحه وعقله وقلبه
بأسلوبٍ خاص.
99

الصفحة 99