كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

كطلوع الشغرَى ونحو ذلك من ممارساتهم، مما يتصل بعلم الفلك
وتطبيقاته في الحياة اليومية والعملية.
وفي هذا الكتاب نقف على ألفاظ كثيرة تتصل بالنخل لا نعرفها
ولا نجدها في المعجمات المُطَؤلة، وذلك لأن في الكتاب من نوادر
الأعراب الشيء الكثير، وهذا كله يُستدرك به على المعجمات. وقد يفيد
منه المختصون بغرس فسيل النخل في عصرنا، لأن فيه من التجارب
العملية في طريقة الزرع والسقي وتهيئة الأرض، وما يتصل بالاَفات التي
تعرض للنخلة.
ومن فوائد الكتاب أنك تجد فيه مكانة النخلة في الحياة الاقتصادية
للعرب القُدامى، وذلك لأن النخلة من مصادر الغذاء، ثم ما يفيدونه من
النخلة من خُوصِها وسَعْفِها وجَريدها وليفها وجذوعها وجُفَارها. وفي
ذلك كله بيان لقيمة هذه الشجرة المباركة، ولمكانتها في عيشهم، فليس
عجيبا أن يأتي في الأثر تمجيد وإعظام لهذه الشجرة التي عظمها الله في
كتابه.
والقارىء يقف في جملة مادة الكتاب على أدب قديم هو أدب
النخل، تعرف فيه من صفات النخلة وحملها بَلَحاً وخُلالأ ورُطَباَ وتمراَ،
وما يتصل بألوان التمر وأصنافه الشيء الكثير، وتُذَخر من ذلك ذخيرة
أدبية لغوية طريفة نافعة، ولا ننسى أن في الكتاب فوائد جغرافية مما يتصل
بالبلدان والمواضع التي وجد فيها النخل وخصائص تلك البلاد في إفادة
هذا الزرع.
عمل السامرائي:
راجع السامرائي نسخته التي نسخها من خزانة الأوقاف ببغداد على
الأصل المخطوط بصقلية في إيطالية، وقومها، وأشار إلى ما وقع فيه
133

الصفحة 133