كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

لفيف وأشتات
! حاديث في الأدب واللغة والفن والتارلئ
الهيئة العامة للكتاب - صنعاء 998 ام،
215 ص، 17*24 سم.
هذه الأحاديث أشتاتٌ أراد لها السامرائي أن تأتَلِفَ وتكون لفيفاَ،
وقد جعلها على لسان محذث اصطفاه هو أبو الئدى، يخاطبه ويحاوره
ويقول على لسانه ما يريد أن يقوله، وأثبت من هذا القول ما عساه أن يكون
تصديقاَ أو رداَ لما يقول، وكان من ذلك احاديث وحوارات عَرَضت
لشؤون مختلفة في اللغة والأدب والتاريخ، وما يتصل بها من قريب أ و
بعيد من حديث أبي الندى في قوله: (حذَث أبو الندى).
فهذا الكتاب قُطوف أدبية دانية مَسوقة مَساق المُسامرات، على نحو
ما كان من ابي حيان في (الإمتاع والمؤانسة)، أو ما كان من القاضي
النعمان في (المجالس والمسايرات) تجود بها قريحة صافية، ويسطرها
قلم صَناع، ويمضي بها رَهْوَاَ في نَسْق نَضيد، وينتقل فيها في روض زاهر
بين فديم وجديد، وهذا الكتاب خير نموذج على بيان السامرائي العالي.
وهذا الأسلوب الحواري يقيم جسوراَ بين ماضي الأمة وحاضرها،
وبين اساليب عربية مشرقة وصلت إلى ذروتها ثم تراجعت، وأساليب
تحاول الوصول إلى ذروة مماثلة.
وقارئ الكتاب يجد فيه حديثاَ ممتعاَ بليغاَ عن مرارة الاغتراب
والحنين إلى الوطن ومواجهة الخُطوب، وعن الجوائز التي تمنح لغير
مستحقيها، وعن الشعر الحديث الذي قطع بيننا وبين ما كان لنا من أنفاس
138

الصفحة 138