كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
الكوفيين في بعض مسائلهم، كما وافق غيرُ و احد من الكوفيين البصريين
فيما ذهبوا إليه. ثم إن مواد الاختلاف تتصل بالفروع من الدرس النحوي
كما بسط ذلك في هذا الكتاب، وإن مواد كثيرة مما اختلفوا فيه لا تتصل
بالنحو بل هي فوائد لغوية تتصل بأصول اللغة، وبالاشتقاق وباستعمال
الكلمة في أسلوبٍ ما.
وأبان السامرائي أن القدماء لم يطلقوا على مسائل الخلاف في النحو
القديم كلمة (مدرسة)، ولم يؤثر عنهم مصطلج (المدرسة البصرية)
ولا مصطلح (المدرسة الكوفية)، ولكننا كنا نقرا من قولهم: مذهب
البصريين ومذهب الكوفيين، وربما ورد في قولهم: مذهب الأخفش،
ومذهب الفزَاء وغير ذلك، غير أن المعاصرين استحسنوا لفظة (المدرسة)
فاستعاروها في مادة الخلاف النحوي كما استعاروها في مسائل ادبية
وكأنهم استعاروها من الغربيين.
وحين ينظر الباحث في التراث النحوي، لا يجد جَمْهَرة النحاة
بصريين وكوفيين وغيرهم، قد اختلفوا في أصول هذا العلم، ولم ينطلق
هؤلاء من أفكار متعارضة، ولكنهم اختلفوا في مسائل فرعيّة تتصل بالتعليل
والتأويل، ولا تعْدمُ أن تجد بصرياً قد وافق الكوفيين، وكذلك العكس،
والخلاصة أن السامرائي ينكر أن تكون هناك مدارس نحوية.
!! كل!!
142