كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
إلا في الغربة بالغة من المرارة ما بلغت، وهكذا عاش السامرائي مغترباً على
مدى سنواتٍ طوال، بل أنكره مجمع بلاده، في حين استقرّ استقرار انتماء
في مجامع الضاد جميعاً، بل في المجمع الهندي، فهل الهنود أدرى بقيم
العلماء وا لأصلاء من المواطنين وأبناء العشيرة؟ ولكن ما هذه المعاملة الا
بعفق من جناية السياسة على الأدب وأهل العلم، وهي - لحسن الحظ-
جناية موقوتة، لأن الأجيال التالية لا بُذَ أن تعرف للعلماء أقدارهم ا لأصيلة،
ولابدَ أن تُنْزِلَهم في تقديرنا أعلى المنازل، وبشر السامرا ئي بان ابناء جلدته
لن يلبثوا ان يقيموا له تماثيل من الحبّ والتقدير لا من حجارة الصوّان،
وإنّ الموازين مهما اختقت، فهي لا تَشُول في نهاية المطاف مع الذين
شمخوا على الدهر باَثارهم المنشورة وبحوئهم التي تحفظ لهم فضائل
الخلود والبقاء.
وخليق بي أن اثني باعمق اَيات الثناء على صنيع احمد العلاونة
بوضعه هذا الكتاب، فكان ذلك منه اَية من اَيات الوفاء المحمود لرجل
معْطاء، بذل أكثر ممّا اخذ، ومَحضَ الضاد من غرر البيان ما لا سبيل إلى
نكْرانه، فأَكرِمْ بمَنْ احتفى بالسامرائي وأدبه وعلمه، وأَكْرِم بالمحتفى به
بعدما سرب عليه نواميس المنايا.
وديع فلسطين
القاهرة في العشرين من أيار 01 20 م
15