كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
مع المعري اللغوي
مؤسسة الرسالة - بيروت 4 0 14 هـ=
1984 م، 239 ص، 17 ك! 24 سم.
عُرف ابو العلاء المعري شاعراً، وشاعت شهرته هذه حتى اقتصر
عليها عامة المتادبين إ لا فئة قليلة شُغفَت با لدرس ا لتاريخي ومعرفة ا لرجال،
وغَبَزنا دهراً لا نعرف من المعري إلا شعره، واُوحي إلينا انه شاعر متفلسف
جامد متشائم، اعمى ذكي ألمعي.
والسامرائي في هذا الكتاب يدلل على لغوية المعري من خلال بعض
كتبه، فبدا برسالة الغفران. انظر التعريف بها فوقف فيها على كثير من
اخبار الرواة واللغويين والشعراء والنحاة وغيرهم، وعلى كثير من النماذج
الشعرية التي كان فيها وجوه من التأويل وما كان للنقَّاد فيها، ثم انصرف
عنها إلى كتاب (الفصول والغايات) في تمجيد الله والمواعظ، وهذا الكتاب
اشتمل على جملة كبيرة من العلوم اللغوية والتاريخ والحديث والفقه
والفلك وغيرها، وكأنه كان يملي الفقرة من هذه الأشتات على طلابها،
ثم يختمها بالغاية، وكأنها اخر القول في تلك المسألة فيجعلها كالقافية في
البيت، ثم يتبع الفقرة بعد انتهائه ب (الغاية) يشرح (الغريب) من اللغة
فيها، وهي طريقته في كثير من كتبه ما عدا الرسائل، ففد جعل لها كتاباً
اَخر معيناً يشتمل على مادة شرح هذه ا لرسانل اسماه (خادم ا لرسائل).
ثم انتقل إلى الحديث في كتابه (عَبَث الوليد) وهو في الكلام على
شعر البحتري، وهذا الاسم لا يخلو من الئبز ولا يخلو من التحامل،
وكان المعري يتحزى الوقوف على الغلط فيُصْلِحُه، وهو معتمد على
154