كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
نسخة اشار إليها، وربما كان هذا الغلط في النسخة من صنع الناسخ،
ولعل هذا الغلط المزعوم غير موجود في نسخ أخرى، وعرض السامرائي
د (25) موضعاً خطا المعري فيها البحتري وردها، وأبان انها تحامُل
لا نَقد، وقد اشتمل عبث الوليد على مسائل كثيرة في اللغة، وهو يتخذ من
اي شيء يَرِدُ في شعر البحتري حافزاً له إلى أن يبسط فيه القول، (والكتاب
على كثرة فوائده، لا يمكن ان يكون ضَرْباً من العبث بأي وجه من ا لوجوه).
ثم عرض د (رسالة الملائكة) ووقف عليها وقفات تَفصُر او تطول،
ليبيق ان المعري لغوي ضليع، ونَخوِخ ذو نظر ورأي في النحو، وليس
تابعاً لغيره من السابقين، وخَلُص إلى ان ما في الكتاب من لغة وصرف
واشتقاق، ودَلالات وشعر، وفوائد جقة تتصل بالتاريخ اللغوي، ثم عزج
على رسائل ابي العلاء، ووقف على منهجه ولغته واغراضه فيها، ثم انتقل
للحديث في رسالة الصاهل والشاحج (يتكلم فيها المعري على لسان
فرس وبغل) وعزف بها، وخَلُص إلى ان هذه الرسالة عَيْبة علم كثير إلى
جانب الفوائد التاريخية والاجتماعية، التي لابد أن يقف عليها المؤرخون
في عصرنا عند الكلام على هذه الحِقْبة، واتى على (زجر النابح) ووقف
على مقتطفات منه.
ثم عزج على (شرح ديوان الحماسة) واورد جملة وِقْفات عددُها
واحد وثلاثون وِقفة، استفراها من المخطوط، ليضع امام الدارس القدر
اللغوي الذي شغل به المعري في شرحه للحماسة.
ثم ختمه بكلمات من (رسالة الغفران)، وكان مرامُه أن يصنع شيئاً
من (معجم المعري) على غِرار ما كان عَمِلَه من هذا في لغة المتنبي ولغة
الجاحظ، واُريد بهذا النهج من العمل اللغوي الوقوف على طائفة من
الألفاظ، التي كان فيها للأديب شاعراً كان ام كاتباًاستعمال خاص، كأنْ
يكون قد اتسع فيها او اخطا في ذلك، فأدى الخطأ إلى سيرورة معنى
جديد، وقد تكون الكلمة جديدة وتدها الكاتب او الشاعر ولم ترد في
155