كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
من معجمه مرآة عاكسة للغة الحياة، بما فيها من حركة ونمو وتبدُل، غير
مقتصر في كل ذلك على إقليم واحد من أقاليم العالم العربي، فأحاط
بالقواعد العامة من دون إهمال الجزئيات الخاصة.
وهذا المعجم بدراسته الشاملة وبمصطلحاته المشروحة بالعربية مع
مقابلاتها الفرنسية والإنكليزية المرتبة على حروف المعجم، وتعليق
مؤلفه على كثير من المصطلحات التي يرى فيها ضرورة لهذا التعليق، يُعَدّ
مرجعاً مهقاً لطلاب الإعلام وللعاملين فيه وللأساتذة والباحثين في هذا
المجال، وعوناً للمترجمين العاملين في الصحافة والإذاعة والتلفاز
والمعلوماتية، وحلقة هامة في سلسلة كتب ومعاجم التصحيح اللغوي،
في سبيل عربية انقى وأصفى.
وبئن السامرائي في الخاتمة أن أصحاب المصطلج من العرب غير
مدركين لصنعتهم، فقد يكون منهم الخطأ والتجاوز والبعد عن الفصيج
المليح، كقولهم في مصطلحات العلوم الاجتماعية (استبيان) مع أنه
مصدر لفعل واحد لاوجود له في العربية وهو (اسْتبَيَنَ) والصواب أ ن
الفعل (استبان) ومصدره (الاستبانة).
ومن هذا ما نسمعه ونقرأه من أمر (الخصخصة) و (العولمة) وأوضج
أن اهل شمالي إفريقية يبتعدون عما لأصحابهم المشارقة من مصطلج
خاص للشيء الواحد، فالمشارقة قالوا (الحاسوب) لما هو (كمبيوتر) في
حين قال المغاربة (الرتّابة).
وختم كتابه ب (ملحق في تغريب العربية المعاصرة) ويشتمل على
الكثير من مصطلح الإعلام. استوفى فيه الأساليب التي لم تستفد منها
العربية غنى وثروة لغوية، فقد ترجمت وحشرت في العربية، ومردّ ذلك
جهل من تصدى للترجمة بأصول العربية، وفنون القول فيها، فلم يتيسر
لهم نقل الأفكار الغربية بأسلوب عربي، ولو عرف هؤلاء بلاغة العرب،
162