كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

من معجم الجاحظ
وزارة الئقافة والإعلام - بغداد 982 1 م.
سَلَك السامرائي منهجاً فريداً في صنع بعض المعجمات التي تحوي
فرائد وفوائد لكبار الكتاب والشعراء، كالجاحظ وابن المقفع. اراد بهذا
النهج من العمل اللغوي الوقوف على طائفة من الألفاظ التي كان فيها
للأديب شاعراًام كاتباًاستعمال خاص، كأنْ يكون قد اتّسع فيها او اخطا
في ذلك، فأدى الخطا إلى سيرورة معنى جديد، ؤقد يكون شيء آخر
تتصف به الكلمة، هو انها دخيلة اعجمية لم يشر إليها اللغويون، او انها
من اصول سامئة فكان لها في العربية مقام خاص، وقد تكون الكلمة
جديدة وئدها الكاتب اوالشاعر ولم ترد في المعجمات، وقد تكون فصيحة
في عصرها، ولكننا نفتقدها في العربية المعاصرة، في حين انها معروفة
في الألسن الدارجة. (مع المعري اللغوي ص 5 4 1).
تناقل العلماء ان كتب الجاحظ تعفم العقل، ويرى السامرائي ا ن
هذه العبارة موجزة، فالجاحظ يدلك على أشياء خَفِيَت على الأقدمين،
ويكشف صفحات لم يُدْرِكْها العلم إلا في عصرنا هذا، وقارئ كتب
الجاحظ ورسائله، يرى جُملة صالحة من فوائد علم اللغة الحديث.
فكتاب (البخلاء) كتاب ظرف وأدب ومتعة، لكنك تجد فيه من علم
ا لاجتماع الكئير من الفكر النئر والعلم الجديد.
استقى السامرائي معجمه هذا من قراءته لكتب الجاحظ، وقد رتبه
على حروف الهجاء، وشمل:
176

الصفحة 176