كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
الخَا! ة
في ظهر يوم الأربعاء 2 صفر 422 ا هـ- 25/ 4/ 1 0 0 2 م فقَدَ أهلُ
اللغةِ والأدب والشعر واحداَ من فرسانهم (إبراهيم السامرائي) رحمه الله
وغفر له، الذي اصطفاه الله لجواره في عقان، ودُفن فيها، ولم يشيعه إلا
قِفة.
وكان اغترابه في اليمن والأردن أشق على نفسه من الموت. وإنّ
كِبْرياءه وحدها هي التي مكَنَتْه من مواصلة الاحتمال.
كان العلم رائده، وطلب الاستزادة منه غايته، يقول بجراة العالم
الواثق بعلمه، لم يُغْره مال، ولم يجتذبه منصب، فيروح يصارع من أجله
وفي سبيله.
كان أمة في رجل، خذلته الأمة، وخذله دعاة الإقليمية، وخذله
الحاسدون، وخذله كارهو النقد، وظل الإحساس بالوحدة والعقوق
يخامره حتى آخر لحظة من حياته المثقلة بالغربة والتشزد والتجاهل.
فمتى تفكر الأمة العربية بالاستفادة من العلماء، وتقضي على
القُطرية والإقليمية والبلدية، كما قضت عليها الولايات المتحدة
الأمريكية، فتقذَمت بهؤلاء، وطؤَرت حياتها وحضارتها ومجتمعها. ولن
تزدهر الحضارة وتسمو الأمم إلا برعاية النابغين والمخترعين، فالولايات
المتحدة الأمريكية بذلت قصارى جَهْدها لجلب النوابغ من الأمم كلها،
مع تباين الأصول واختلاف اللغات والأديان، وبذلت الغالي في سبيل
دعم حضارتها بهم، فازدهرت العلوم والاَداب في ربوعها، وسيطرب
185