كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
بتونس فامضى فيها سنة واحدة، عاد بعدها إلى كلية الآداب ببغداد، ثم
تنقل بين بيروت، وعفان، وبنغازي، والجزائر، والرباط، والكويت،
والسودان مدرساً في جامعاتها، وكان ذلك في الأعوام 965 1 - 975 1 م،
ثم اب إلى كلية آداب جامعة بغداد حتى أحيل على التقاعد عام 980 ام،
فعمل مدرساً في الجامعة الأردنية 1982 - 987 ام، فجامعة صنعاء
987 1 - 996 1 م، وألقى عصا المزْحال في عفان.
اسا تذ ته:
ا - طه الراوي (1307 - 365 ا هـ- 0 189 - 946 1 م): وهو أكبر
مشايخ الأدب والنحو واللغة في وطنه العراق. ولد في (رَاوَة) وارتحل إلى
بغداد لطلب العلم، فدرس علوم الدين على علمائها، وكان يتزئا بالزفي
الديني، فلما أُسقِط الحكم العثماني، وأقيم الحكم الملكي، تزئا بالزفي
الغربي أُسوة بغيره من طالبي العمل تحت ظل الحكم الجديد، وعين مديراً
لمدرسة ابتدائية، فمدرساً بدار المعلمين، وأصبح صديقاً لكثير من
النواب والأعيان والوزراء، فعين مديراً عاماً لوزارة المعارف، فاستاذاً
بدار المعلمين العالية (أُلحقت من بعد بجامعة بغداد باسم كلية التربية).
ووَضَح أئه أجل مَنْ دزس الأدب القديم والنحو وتفسير القرآن في
العراق، وبلغ من فهمه للشعر، أته يدرك فيه شيئاً لم يدركه الشاعر في
الأصل، ذلك أن الشاعر تَحْكُمُه سليقته، فَتَهْديه إلى أسرار لا يدري كيف
أتَتْه.
ولما توفي شُيع جثمانه تشييعاً مهيباً، حضره رجال العلم والأدب
والسياسة، ودُفن ببغداد. وكان لقامته شيء من طول وامتلاء، وكان ذ ا
ذكاءٍ نادر، وبديهة سريعة، وتواضع مقرونٍ بالاعتداد بالنفس، وِوقار
يلطفه أحياناَ بالمداعبة. فَفَدَ البصر منً إحدى عينيه وهو شاب، ثم ضعُفَ
بصره في عينه الأخرى في أواخر عُمُره، فاصبح من عادته أن يمشي وئيداً
23