كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

وفي حَذَر، وكان له مجلس في داره كلّ يوم جمعة، يؤمّه فيه عارفو فضله،
فيستقبلهم في خِزَانة كُتُبه، وهي من خَزَائن الكتب الخاصّة الكبيرة
المعدودة في العراق. وكان قليل العناية بالتأليف، واخبرني احد تلاميذه
قال: "ألف كتاباَ فريداَ في بابه، استوفى فيه حلقات تدريس النحو واللغة
ابتداء من أول الدولة العباسية إلى اَخر الدولة العثمانية، وقد رأيته عنده في
داره مخطوطاَ بخط جميل انيق ولا علم لي بخبره ". ومؤلفاته المطبوعة
(أبو العلاء المعري في بغداد)، و (بغداد مدينة السلام)، و (تاريخ علوم
اللغة العربية)، و (نظرات في اللغة وا لأدب).
2 - مصطفى جواد (1323 - 1389 هـ= 5 0 9 1 - 969 1 م): عالم
كبير في اللغة، واسع المعرفة بتاريخ الدولة العباسية والفترة المُظْلِمة،
وشاعر، وعضو في المجامع اللغوية العلمية ببغداد ودمشق والقاهرة.
وهو من اصل تُرْكُماني، ولد ببغداد وتعلم فيها، ودخل دار المعلمين،
ودرّسه العربية فيها العلأمة طه الراوي، فلما راى مَيْله إلى الإصلاح
اللغوي شجّعه، واشتغل معلماَ بالمدارس الابتداتية، ئم أرسلته الحكومة
إلى باريس للدراسة في جامعتها، ولما اتئم رسالة تخزُجهِ للدكتوراه،
زعمت الجامعة ان اُستاذه مشغول عن مناقشته فيها بسبب الحرب العالمية
الثانية، وكذلك زعمت الجامعة لتلامذة غيره كالدكتور سليم النعيمي،
والسبب الحقيقي على ما ذكر هو اتهامهم بالميل إلى (النازِتة)، وهو مبدأ
كان اكبر رجاله هتلر زعيم المانية، فرجع إلى العراق، وشهادة الدكتوراه
معلّقة، ودرّس الأدب واللغة بدار المعلمين العالية ببغداد، وعُدّ بعد وفاة
العلآمة طة الراوي عام 1946 م المرجع الأعلى في اللغة والأدب في
العراق.
واشِهر ما عُرف عنه الإصلاح اللغوي، وذلك في مباحثه (قل ولا
تقل) ولا غرْوَ في ذلك، فقد كان صاحبَ كتاب، عَرَف الكتاب القديم،
وتهيا له من هذه المعرفة انْ استطاع ان يَنْقُد الكتاب، فيظهر من محاسنه
24

الصفحة 24