كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
وعُواره، ممّا جعله من أبرز من تصدّى للنقد اللغوي. ثم فُرغِّ لتدريس
الملك فيصل الثاني العربية، ولتثقيفه بالثقافة العامة. وإكراما لتدريسه
الملك ارتأى مجلس الوزراء أن ينصفه، فاجتمع سنة 47 برياسة صالج
جبر، وأصدر بياناَ أقز فيه رسالة تخرّجه، ومَنَحه الدكتوراه، وصنع
الصنيع نفسه لمن كان في مثل حاله، وأخذ ينشر مقالاته في مجلتي
المجمعين: بغداد ودمشق، وفي كثيرِ من المجلات والجرائد.
ثم أصبح من دَأَبِه المشاركةُ في التلفاز العراقي، في محاورة لغوية
او ادبية او تاريخية، وجعله تجويده في ذلك محبوباَ من قبل الشعب
العراقي، سواءَ في ذلك الخاصة والعامة، على أنه لم يخلُ من حاسدين
يشنؤونه، ومُريبين يكيدونه. واصيب سنة 964 ام بمرضِ في قلبه، ثم
الزمه المرض داره نحو سنة 967 ام، وأُرسل إلى خارج العراق
للمعالجة بنفقة الحكومة، فلم ينفعه العلاج، فلمّا عاد لزم داره، وتوفي
بمرضه هذا. وكان يوم تشييع جنازته يوماَ مشهوداَ، وحضر التشييع فيمَنْ
حضر رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر، ودُفِن بالنجف.
وكان متوسط القامة مع ميل إلى القصر، وكان سريع الحفط، ولا
ينسى ما يحفظ، وعُرف بالتواضع والهَشَاشة، وبالبَسَاطة في مَلْبُوسه
ومأ! له، واُخذ عليه تشدّده في الإصلاح اللغوي، بحيث كان يخطّئ
تعابير عُرفت زمن الدولة العباسية وارتُضِيَتْ، وأيضاَ اُخذ عليه أنّه ربّما نبّه
على غلط وهو مسبوق إليه، فيجعله وكأنّه له. وله مؤلفات وتحقيقات
كثيرة.
فمن التأليف: (قل ولا تقل)، و (المباحث اللغوية في العراق)،
و (دراسات في فلسفة النحو والصرف واللغة والرسم)، ومن التحقيق:
(تكملة إكمال الإكمال في الأنساب لابن الصابوني)، و (تلخيص مجمع
الآداب في معجم ا لألقاب لابن الفوطي).
25