كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
واشار في دراساته إلى سعة العربية وحيويتها وقدرتها على التكيف
مع المتطور الجديد، وقد أشار إلى قضية طالما الحَ عليها في كتبه وهي انه
"ليس من العلم ان يشمخ العرب في عصرنا عن كل ما هو غير فصيح، ألا
ترى ان هذا الذي دعي غير فصيج في مطلع هذا القرن مما اسموه لغة
جرائد او الأغلاط الشائعة قد تحول إلى عربية جديدة معاصرة ".
فكانه ينته إلى ان مفهوم الفصاحة القديم الذي قدمته كتب اللغة
والبلاغة محتاج إلى إعادة نَظَر، وتفديم بديل عن فصاحة جديدة لا تَنْسى
الأصل من جهة، ولا تبقى حبيسة بين جدرانه من جهة اخرى، بل تقيم
عليه بناءً متماسكاً يفي بأغراض هذا العصر، وإيقاعه السريع المتدفق،
وهذا شأن كل جديد غايته البناء المتين والصرح المتماسك.
وإذا كان اللغويون الأقدمون يرون أن عصور الاحتجاج قد انتهت
بأوائل العصر الأموي ف! ن العربية - في نظر السامرائي - بَقِيَت سليمة في
استعمال الشعراء والكتاب والخطباء، وسائر الفصحاء البلغاء، وعلى
ذلك رأى صحة الاستشهاد بالعصور التي تلت العصر الأموي، ومن هذا
الباب عمل على تاليف كتابه: (التكملة للمعاجم العربية من الألفاظ
العباسية)، فهو يدعو إلى تجديد متن اللغة، وإثرائها بألفاظ مستحدثة،
تعتر عن حضارة العصر باَدابه وعلومه، وفنونه ومخترعاته التي تجد يوماً
بعد يوم، ما دامت هذه الألفاظ المستحدثة لا تخرج عن سَنَن العربية
وضوابطها.
فالطعن في قيمة كلمة بحجة اتها لم تذكر في المعاجم او ان العرب
لم تستعملها فيه، تَحْجيرُ واسع وتجميد للغة من حيث يراد لها النمؤ
والثبات، ولا بأس - في نظره - إًذا تركنا لفظة عربية إلى اخرى موئَدة إذا
كانت الأخيرة اسهل واخف وأعذب.
33