كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

ولنا في العرب انفسهم اسوة حين تركوا كثيراً من كلماتهم إلى
اخرى اعجمية.
ومن باب عنايته بالمعاجم، عَمَد إلى تصنيف معاجم فريدة في
موضوعاتها وهي: (معجم الفرائدإ، و (الدخيل في الفارسية والعربية
والتركية)، و (المعجم الوجيز في مصطلحات الإعلام إ، و (معجم اللغة
العربية المعاصرة إ، كما عمد إلى صنع معاجم لغوية لكبار الكتاب
والخطباء والشعراء كعلي بن ابي طالب، والجاحظ، وابن المقفع،
والمتنبي، واراد بهذا النهج اللغوي، الوقوف على طائفة من الألفاظ التي
كان فيها للأديب شاجمراً كان ام كاتباًاستعما 4 خاص، كأن يكون قد اتسع
فيها او اخطا في ذلك فادى ذلك الخطأ إلى سيرورة معنىً جديد، وقد
يكون شيء اَخر تتصف به الكلمة، هو انها دخيلة اعجمية لم يُشِرْ إليها
اللغويون، او انها من اصول سامئة، فكان لها في العربية مقام خاص، وقد
تكون الكلمة جديدة ولّدها الكاتب او الشاعر ولم ترد في المعجمات،
وقد تكون فصيحة في عصرها، ولكننا نفتقدها في العربية المعاصرة في
حين انها معروفة في الألسن الدارجة.
ولا بد أن نشير إلى دراساته المقارنة للعربية بغيرها من الساميات
خصوصاًالسريانية والعبرية.
السامرائي نحْويأ:
السامرائي من كبار نُحاة عَصْره، والنحو عند السامرائي متطور بتطور
اللغة نفسها، شأنُه في ذلك شأن اللغة الحية التي تتغير وتتطور بتطور
العصر، ولا يعجز عن مجاراة ما يستجد، فقد وقف السامرائي طويلأ امام
اقوال نحاتنا الأوائل، وانعم النظر فيما قرروه من معايير اللغة وضوابطها،
فكان موقفُه موقفَ الباحث الجاد، والدارس المُنْصف في كثير من القضايا
النحوية، التي راى فيها اوجُهاً غير ما راَه نُحاتنا الأَكارم. مستعيناً بما امدَتْه
34

الصفحة 34