كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

ثقافته المتنوعة من علم جَم، واطلاع واسع على اللغة العربية وصنوفها،
إضافة إلى اللغات السامية التي كانت له معيناً ينهل منه ما يَشْكل على اللغة
من قضايا نحوية، فكانت له مؤلفات مختصة بالنحو وإبوابه.
وتناول قضايا النحو وما عسر منها على نحاتنا الأوائل الذين وخهوا
النصوص وحفلوها غير ما تحتمل، ملتجئين إلى التقدير والتعليل
والتأويل، وكل ذلك تأتى لهم من شدة تع! قهم بمسالة العامل والمعمول
وتمشُكهم بها، وهي المسالة التي فرضت على نُحاتنا الكرام تفسير
نصوص العربية جميعها، لأنهم وجدوا إنفسهم إمام نصوص وتراكيب
فصيحة، فكان لابد من التفسير وإن شَابَه ما يبعده عن طبيعة اللغة
وحقيقتها، وهي المسالة التي يطالب السامرائي ب! بطالها وإلغالْها والاعتماد
على وصف اللغة وقضاياها دون الحاجة إلى تزيُدِ وتكلُفٍ في التحليل.
وكان لاتساع ثقافة السامرائي واطلاعه الشامل المتخصص على
مواد النحو العربي مَوْروثه ومُوَئده إثر في تكوين منهج السامرائي في تناول
مواد النحو وتحليلها، وهذا المنهج قام على تَمَازجُ منهجين إحدهما
مكفل للآخر، فالمنهج الوصفي هو المنهج الرلْيس الذي يتّبعه السامرائي
في التحليل اللغوي، وهو المنهج الذي يقوم على وصف الظاهرة على
وافعها، دون اللجوء إلى تقدير وتأويل ليستقيم تخريج الظاهرة على وجهٍ
من الوجوه 0
والمنهج الاَخر هو المنهج التطوري التاريخي المقارن، وهو الذي
يقوم على ربط الظاهرة اللغوية اَنياَ وزمانئاَ، تَبَعاً لبيئتها وموطنها، وعلاقة
هذه الظاهرة بغيرها من الظواهر اللغوية.
والسامرائي إثبت جديداَ في نشأة النحو، خَالَف به جَمْهَرة الدارسين
في النحو الذين قالوا: إن النحو وفي بسبب اللَحْن، ورإى إن النحو نشأ
بسببِ من الدرس القراَني، فكما ولدت العناية بالقرآن طائفة من العلوم
35

الصفحة 35