كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

العربية والإسلامية، كذلك جاء علم النحو من هذه العلوم، وانظر
التعريف بكتابه من أساليب القرآ ن، وكتاب (الفعل زمانه وأبنيته).
السامرائي اديباً وشاعراً:
يتمثل ادبه في كتبه كلها، فأسلوبه في كتاباته العلمية أسلوب الأدباء
المجيدين، تجود به قريحة صافية، أما أدبه الخالص فيتمثل في كتبه (حديث
السنين) (في مجلس أبي الطيب المتنبي) الفيف وأشتات) (من حديث
أبي الندى).
أما الشعر وهو المجال الذي حفق فيه عالياً فقل من يعرف عنه ذلك،
وهو في شعره يوضع بين كبار شعراء عصره، وهو كما وصف: شاعر
العلماء وعالم الشعراء. وشعره كثير جيد، له موسيقى وعذوبة، وينحو فيه
منحى القدماء. وقد شاع أن العالم إذا نظم شعراً فقد سلك مسلك التكقف
والافتعال، وهذا الكلام حق في أكثر أحواله، ولكنه لا يمنع أن يوجد من
الموهوبين من يبرز في الناحيتين على نحو يعجب ويطرب كالسامرائي،
والزركلي، والأئري، ومحمود محمد شاكر، وصبحي البصام.
ولن أطيل الحديث عن شعره فقد تحدثت فيه خلال عرضي لديوانه
وقبل ذلك أحب أن أشير إلى أن الموضوعات التي تناولها في شعره:
الشكوى من غدر الزمان، وانحراف الزملاء، وهجر الأصدقاء، وقسوة
الغربة، والتغئي بالعربية، والأحداث التي عصفت بالبلاد العربية
والإسلامية كمِحْنَة العراق في حرب الخليج وبعدها، والانتفاضة في
فلسطين، والحرب في البوسنة والهرسك، ومؤتمر السلام، وقد أبان عن
ذلك في قصيدته: (قوافٍ أبت إلا. . .) ص 485 التي قال فيها:
قوافٍ أبت إلا مُطارَحَة الأسَى ويُسعِدُها فيه رفيفُ المطالع
36

الصفحة 36