كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

وكذلك الغزالي وابن الفيم والسيوطي، فبعض ما هو موجود في كتاب
السيوطي (حسن المحاضرة) موجود في (تاريخ الخلفاء).
ويقول الدكتور محمد رجب البيومي في كتابه (النهضة الإسلامية)
5/ 228 - 229: "هذا وظهور المطبعة في العصر الأخير يمنع المؤلفَ من
التكرار، ويراه ضربأ من اللغو، ولكنه فيما قبل عصر المطبعة كان مدعاة
ضرورة يراها المصنف ذات أسباب، لأن انتشار الكتاب يجول في نطاق
محدود، وفي القراء من لا يستطيع العثور عليه مخطوطأ، فاذا لجا المؤلف
إلى تكرار بعض الفصول أو المعاني في كتاب آخر فهو معذور".
رايه في التصحيح اللغوي:
انتهى فيه إلى أن التصحيح مسألة عسيرة، وليس لنا ان نُهْرَع إلى
القول بالخطا قبل أن يكون لنا استقراء واف شافي.
ذلك أنه من العسير أن يحيط المرء بما قالته العرب وما لم تقله،
وبين السامرائي أن منهج أهل التصحيج أغراهم - خاصة المعاصرين-
فمضوا فيه حتى دَفَعَهم إلى تخيل الخطا وتصوُره، والتشئث بالضعيف
النادر القليل، واتخاذه مادة يُفنون بها كتبهم. وفات هؤلاء ان الكثير مفا
يُشدد النكير عليه ينبغي أن يُنظر إليه على أنه لغة جديدة أو عربية معاصرة،
وليس خطا، وعلينا أن نفرغ إلى القول بتطور الدلالة، ولا نقول إنه خطا،
وهو شيء يعرض لكثير من اللغات. ومن الأمثلة التي ضربها مثلأ:
(المجاملة، التحفُظ، امتياز وممتاز، التراث).
واشار السامرائي إلى أن العربية لغة سَمْحَة تتحرى الخِفَة، وبِسَبب
من ذلك قالوا: (الفارقي) في النسبة إلى (ميّافارقين) من اشهر مدن
دياربكر، وإليها نُسب غير واحد من مشاهير الرجال، وقالوا: (القالي) في
النسبة إلى (قاليقلا) من دياربكر، وإليها نُسب أبو علي إسماعيل بن القاسم
40

الصفحة 40