كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

صاحب (الأمالي) وقالوا: (النصيبي) في النسبة إلى (نصيبين) من مدن
الجزيرة. وفي هذه النسبة يبدو التماس الخِفة واضحاً، فقد اجتزاوا من
الاسم ببعضه، وطرحوا شيئاً منه اجتناباً للطول المفرط. وقالوا:
(الدارقطني) والنسبة إلى (دار القطن) وبهذه النسبة عرف الدارقطني
صاحب الشُنن. وقالوا: (الحَضكَفي) والنسبة إلى (حصن كيفا) من قرى
حصن في دياربكر.
وضرب السامرائي مثلاًالدكتور العلامة مصطفى جواد وهو خير مَن
كتب في التصحيج اللغوي، الذي أظهر تصحيحاته بكتاب (قل ولا تفل)
وأتى بفوائد جَفة، غير أنه لم يسلم من التسزُع، فقد استدرك عليه الأستاذ
صبحي البصام مسائل مفيدة في كتابه الاستدراك على كتاب (قل ولا تقل)
أشار فيه إلى صواب ما ذهب إليه مصطفى جواد انه خطأ.
حبه للعلم:
قضى السامرائي ايامه بين الكتب قارئاً، وكاتباً، ومؤلفاً، ومحققاً،
ومدرساً، ومترجماً، استغرقه هوى الكتاب، فانصرف إليه بكل هَفهِ
وعِشْقِه، فاكتفى به عن كل ما يشغل الناس من فُضُول العيش، وجواذب
النفس، فكان الكتاب هواه الأول والأخير، ومع انه الاَن في الثمانين من
عمره إلا انه يذهب يومياً إلى خزانة كتب مجمع اللغة العربية الأردني يقرأ
ويكتب، ويندر أن تجد احداً سواه فيها، وإن تعجب فعَجَبٌ ألاّ ترى
(دكاترة) الجامعات يترددون إلى خزائن كتب جامعاتهم، فأنا كثير الترداد
على خزانة كتب جامعة اليرموك والجامعة الأردنية، ولم اجد أحداً من
المدزسين فيها سوى نُدْرة منهم، وذلك من أسباب توالي الصيحات عن
تدئي مستوى التدريس الجامعي ومن قبله المدرسي.
وتقديراً لعلمه وفضله، انتخب عضواً بمجمع اللغة العربية بالقاهرة
عام 0 9 9 1 م، ومجمع اللغة العربية ا لأردني، ومجمع اللغة العربية بدمشق،
41

الصفحة 41