كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

لابُذَ من صنعا وإن طال السفر وإن تحنى العَوْدُ فيها وَدَبِرْ
والسامرائي عفيفُ النفس أبئها، فبعد عودته من صنعاء إلى عمان
عام 1996 م أفام فيها بلا عمل، وبعد إلحاح من تلاميذه في الجامعة
الأردنية، دزس طلبة الدراسات العليا، ثم إنه سمع أنّ احد مدرّسي قسم
اللغة العربية قال: إن السامرائي جاء ليقاسمنا لقمة العيش، فترك التدريس
ونظم قصيدة "في لقمة العيش " مطلعها:
لا لن تنالَ فأنت مُغْتَرِلب عافِ بطيءُ الخَطْوِ مُحْتَسِب
وأذكر أن الدكتور شوقي ضيف قال للسامرائي مرة: إئه في كل عام
تفتتح جامعة أهلية في الأردن، فلماذا لا تتقدم إليها بطلب للتدرش!،
فقال السامرائي: أنا لا أتقدم، إن رغبوا فليأتوا إليئ. ولا شك أن هذه
صفات العلماء الكرام فأين من يفعل مثل هذا الاَن؟ ف! ننا نرى عبيد الدراهم
ممن ينتسبون إلى العلم والدين، تهافتوا على المال والمناصب في دناءة
وَوَضَاعة كلبيتين، راكبين إليها الكذب والنفاق وسوء الائتمان، وغشق
الناس وتدنيس العلم.
ونجد السامرائي ينشر كتبه، ولا يأخذ على بعضها أجراَ لسوء خلق
الناشرين، وهو لا يدخل معركة معهم لأنه يعرف النتيجة سلفاَ، وترك من
سرق كتبه وصورها في بيروت، وبذلك ضاع حق، وسُرق كد مضنِ، كابد
فيه ما كابد.
وهو يأبى أن يتقدم بطلب لبيع كتبه إلى الجامعات وخزائن الكتب،
كما يفعل بعض المؤلفين، لأن ذلك في نظره دَنَاءةٌ وحَقَارة.
هل اعطي المكانة اللائقة به؟
يأتيك الجواب سريعاَ لا، فلا العراق - وهو بلده - قد كرّمه واحتفى
43

الصفحة 43