كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

به، وأنزله منزلته، بل لم يُنتخب عضواً في المجمع العلمي العراقي مع أنه
عضو في مجامع اللغة العربية في القاهرة، وعمان، ودمشق، والمجمع
العلمي الهندي.
أما في الأردن فلم يكن اسعدَ حالاً مما كان عليه في العراق، وأسرد
(حكاية التصريج بالعمل) لتكون دالة على ماعاناه، فبعد قدومه إلى الأردن
من اليمن أواخر عام 1996 م ليقيم فيه إقامته الثانية، كان عليه أن يطلب
الإقامة، وقد أعطي ست ساعات محاضرات في كلية الاداب بالجامعة
الأردنية، فطلب من القائمين عليها الحصول على كتاب من الجامعة
يستظهر به للحصول على الإقامة، ولكن الجامعة ابَتْ عليه هذا الشيء
وقيل له: إن الجامعة لا تلتزم بشيء مع المحاضر، ثم ذهب إلى مجمع
اللغة العربية الأردني، وطلب أن يُزؤَد بكتاب ينص فيه على انه (عضو
مؤازر) في المجمع فكان له هذا، وذهب بكتابه هذا إلى وزارة الداخلية
ليُمنح حق الإقامة، فوافق الوزير على منحه حق الإقامة - وكان احد اعضاء
قسم التاريخ بالجامعة الأردنية - واشار على الموظف المسؤول ان يكتب
إلى شعبة الأجانب بهذا، وحرّر هذا المسؤول (الكتاب) وكا ن فيه:
"يمنح فلان هو وزوجه وولده الإقامة في الأردن، لأنه بمهنة عضو
في مجمع اللغة العربية " وذهب السامرائي بهذا الكتاب فرحاً إلى شعبة
ا لأجانب، وتم كل شيء، ئم اخبره ضابط ا لأمن في مركز ا لأمن بالشميساني
أن يأتي بعد يومين ليتسلم بطاقة الإقامة، فلما جاء، اخبره الضابط أ ن
المسؤول الكبير في الأمن راى في كتاب وزارة الداخلية عبارة (مهنة عضو)
فاعترض وقال: إن امر المهنة يخص وزارة العمل، فأحُبط مسعاه، فكان
عليه ان يبدا العمل ثانية فالتمس من صديق صاحب مكتب هندسي ان يزوّده
بورقة، يقول فيها: إنه يعمل في مكتبه ففعل هذا، وذهب السامرائي بورقته
هذه إلى وزارة العمل ودفع (المعلوم) وهو (122) ديناراً، فحزرت له
بطاقة صغيرة فيها صورته الشمسية هي (التصريج بالعمل) كما يفعل سائر
44

الصفحة 44