كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

تقديم
بقلم: صبحي البصام
وصلت إليَّ رسالة بالبريد سنة 989 1م وأنا في إنكلترة، وكان
كاتبها الأستاذ أحمد العلاونة من الأردن، يرجوني فيها ان تقام بيننا
مراسلة علمية، فأجتبه إلى ما اراد، وبعد شهور طلب مني ان أُرسل إليه
بترجمتي ليضيفها إلى كتاب أخذ في تاليفه هو (ذيل الأعلام)، فبعثتُ بها
إليه، ثم اتصلتْ بيننا مراسلة قوامها ان يرسل إليئ بتراجم الأعلايمِ
لأراجعها من جهة اللغة. وقد استبان لي من المراسلة الطويلة الزمن أن
الأستاذ أحمد العلاونة شاب كريم الخلق، متقد الذكاء، واسع الثقافة،
يتلقف الفوائد اللغوية والأدبية تلقفاً، وهو يتحدَث في الكتب المطبوعة
والتي ستطبع حديث وزاق خبير، ويقول: الكتاب الفلاني المطبوع نسب
تاليفه إلى فلان، والصواب أن مؤلفه علآن. ويتحدث في أعلام عصرنا هذا
حديث العالم بدرجاتهم العلمية والأدبية والسياسية والاجتماعية، وهو
يراسل منهم من لا يُحصون عدداً، وهي مراسلة من شانها أن توشع كتابه
(ذيل الأعلام)، وان تنقي علمه، وأن تكثرّ أصدقاء5. وهو لا يكتفي
بالمراسلة، بل يسافر من قريته (الطيبة) إلى العاصمة عمان ليلقى اعيان
الناس ممن يزورون الأردن، وقد كقفه ذلك من المال ما لا يعلمه إلا الله،
ورتما أصابه من ذلك ما خئب امله. اتَفق أن قدم الشاعر محمد مهدي
الجواهري إلى عمان سنة 992 ام، فسافر هو إلى عمان ليلقا 5 ويأخذ
ترجمته، وبات في الفندق، وتوتجه إلى الفندق الذي كان يقيم فيه
الجواهري، فقال له الجواهري في عجرفة وكبرياء: " أهذا وقت زيارة؟ انا

الصفحة 5