كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

لم اغسل وجهي، ولم اتناول فطوري حتى الان ". وكان وجه الجواهري
اشدُ مرارة من قوله 0 فانصرف عنه العلاونة وأنف من أن يعود إليه0
وقد نفعتني مراسلتي له منفعةً طائلة، فلولا مساعدته لصَعُب عليئ
ان اُعِذَ مقالاتي التي نشرتها في مجلة (مجمع اللغة العربية الأردني)،
و! ص (البلقاخ!) التي تصدرها جامعة عضَان الأهلية. وكنت ارجوه ا ن
يصور لي صفحات كثيرة من كتب كثيرة، لأقابل بين النصوص التي فيها
ونظيرتها من النصوص التي كانت في دفاتري اللغوية، توقياً من ان يكون
فيها غلط، وذلك قبل أن اثبتها في مقالتي، فيسرع إلى تحقيق رجائي، ثم
إنه اتصل بأَخَرَة بصديقي الأستاذ الدكتور إبراهيم السامرائي نزيل عضان،
فلما توالى لقاؤهما كتب إليئ السامرائي مظهراً إعجابه بالعلاونة، وكتب
إليئ العلاونة مبدياً إجلاله للسامرائي. وكان العلاونة قد ألَف كتاباً بارعاً
في العلأمة الشيخ حمد الجاسر، أثبت فيه ترجمته، وتحدث في كتبه
واحداً فواحداً، وطبعه باسم (حمد الجاسر، جغرافي الجزيرة العربية
ومؤرخها ونسّابتها)، ولكنّ الجاسر توفي إلى رحمة الله دون أن يرى
الكتاب، ثم راى ان يؤلف كتاباً في ا لسامرا ئي، يذكر فيه ترجمته، ويتحدَث
في كتبه على نحو ما فعل في كتابه في الجاسر، فكان له ما أراد، وخرج
علينا بهذا الكتاب النفيس.
وصداقتي للأستاذ الدكتور إبراهيم السامرائي بدأت سنة 944 ام
حين كئا ندرس بدار المعلمين العالية ببغداد، وإني لأذكر ايام كنا نقعد انا
وهو في مقهى البرازيلية بشارع الرشيد في بغداد سنة 45 و 46 فنتفاوض
في امور اللغة، ونتحدَث في لغة الجرائد التي كان لها أثر في فساد اللغة
العربية، فيختار كل مثا لفظة منها ويصلحها، ورئما عرَّجنا على ذكرالعلماء
القدماء كثعلب والمبرد والسيوطي، فنثني على مساعيهم في خدمة اللغة
العربية ثناءً حسناً، ونذكر اُستاذِينا ونزن عِلم كل منهم، فترجّح كفة العلاَّمة
طه الراوي رحمه الله، ويليه العلأَمة الدكتور مصطفى جواد رحمه الله.

الصفحة 6