كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
المصنوع من الشواهد النثرية والشعرية، وعقد فصلاً للأضداد، عرض فيه
لمواد الأضداد العربية، أتى فيها على موادها وعلى حقيقة التضاد فيها،
وكيف تطورت، وعلى مكانة الأضداد في الدراسات التاريخية اللغوية،
وأورد أقوال المانعين والمُجيزين0
وعقد فصلاً ممتعاَ هو (تحقيق لغوي في الصيغ والاستعمالات)
اشتمل على فوائد لغوية تاريخية، إلى جوانب أخرى جدتْ في العربية
وشاعت. وسبيله في هذا العرض ا لابتعاد عن زاوية الخطأ، والذهاب إلى
عرض الأسباب التي أدت إلى التجاوز، والإشارة إلى تاريخ هذا التجاوز
وظروفه.
وأتبعه بفصل هو أطول فصول الكتاب (الأصول التاريخية للعامية
البغدادية في ألف ليلة وليلة) استقرى فيه العامية البغدادية او الألوان
العامية العراقية الواردة في الكتاب، والجانب البغدادي في الكتاب واضح
كل الوضوح، فهو كتاب بغدادي، فيه صور المجتمع البغدادي في طبقاته
ا لاجتماعية المختلفة، فلا بد ان يكون الكتاب مادة نلمج فيها لغة البغداديين
في أصولها التاريخية، واستقراء هذه النصوص التي تؤلف مادة (الليالي)
يدل على لون من العامية البغدادية التي تعنى بإظهارها في هذه الدراسة،
وأورد السامرائي الألفاظ العامية مرتبة بحسب ترتيب صفحات (الليالي)
لا ترتيب المعجم.
ثم اردفه بفصل (العربية التونسية) فوقف على أشياء كثيرة تتصل
بلغة التونسيين المعاصرة، سجلها وأشار إلى ان هذه العربية التونسية قد
حفلت بشيء من الفصيح القديم الذي ندر استعماله في بلاد المشرق،
وفي بعضها شيء اَخر، هو أن المادة العربية الفصيحة قد احالها ا لاستعمال
إلى مادة عامية دارجة.
،! *
65