كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

وكنا ربما اختلفنا في الراي، ولكن دون ان تركبنا حدَة، او تزري بنا
جَفوة، وكنت رثما عرضتُ عليه شعري قبل نشره في الصحف، فيبدي لي
ملاحظات حسنة، ولكني لا اَخذ بها، مؤثراً رغيفي البائت على رغيفه
الحار، ثم ضرب الدهر ضَرْبَه، فغزَبَ وشزَقتُ، واتئمَ هو دراسته في
باريس، وعاد إلى العراق ليكون أستاذاً جامعياً فاضلاً، ثم ليكون عَلَماً من
أعلام الأدب واللغة والشعر، وكنت قلَما ألقاه، على اني كنتُ القاه من
طريق ما اقرا مما ينشره من علمه الرائق الفائق. ثم إني طرت إلى إنكلترة،
واتخذتُ وَكْري الدائم فيها، وكنتُ انشر مقا لاتي اللغوية في مجلة (مجمع
اللغة العربية بدمشق)، وكان مما نشرته فيها تخطئتي للمعجم الوسيط في
تفسيره معنى (صؤَب)، وتَلَتْها مقالة أخرى رثيت فيها لحال اللغة العربية
في عصورها الحديثة، فعلق السامرائي على ذلك في كتابه (العربية تواجه
العصر) بما لم ارْتَضِه، فانتفدتُ عليه أشياء في مجلة (مجمع اللغة
العربية بدمشق) عنوانها (تعليقات على انتقاد معجم الأخطاء الشائعة)
(المجلد 58 ج 4 السنة 983 ام). وكان ذلك من المعارك اللغوية
المهذّبة، على أنَ الذي جرى بيننا كان تراباً سقط على ذهبٍ بزاق، ثبم
مسحناه فعاد إلى بريفه، وقد نقضت الأيام مُبْرَمَنا، وأبلَتْ جِذَتنا، وقزَبتنا
من الثمانين، وتدذ رسائلنا المتبادلة الاَن على ود صافِ، وشوقٍ مُلح،
وحنين إلى أيامٍ خَلَتْ.
إن ابرز ما في تراث السامرائي الأدبي واللغوي والشعري كَثرتُه،
وإنَ العلاونة لجدير بالثناء الجميل لاستطاعته ان يقراه وان يحيط به، وأن
يُسلسل الكلام فيه. وكتابه هذا نَمَطٌ فريدٌ في البحث في سيرة العالِم الذي
ألَف كتباَ كثيرة، وقد عَرَض كُتُبَ السامرائي عَرْضَ الفاكِهيئ لفاكهته،
ليختار من شاء ما يشاء، ولكنه مع ذلك خمق قسماً منها بنقد رفيق، وقد
فاته أن ينتقد على السامرائي وشريكه المخزومي عجلتهما في تحقيق
كتاب (العين)، وهي عجلة أجحفت بحق الكتاب. وكتاب العلاونة مع

الصفحة 7