كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
أساليب، قبل أن ينتقل إلى دار المعلمين العالية ببغداد، وما كان لبعض
أساتذته من ائر طئب في نفسه كطه الراوي اليس بين أهل الأرض من هو
أعلم منه بالشعر)، وقد غرس حب هذا اللون من القول الموزون المقفى
في تلميذه، وأفاد من الدكتور عبد العزيز الدوري، الذي كان له فضل كبير
في تعيينه بعد تخزُجه في السوربون، وقدَم السامرا ئي مثلاَ شروداَ في ا لوفاء،
فما من مدرِّس تتلمذ له، وأفاد منه، وعرفه في مراحل التحصيل إلا ذكره،
واعترف له بالجميل والإحسان، في زمن أصبحت سِمَةُ الناس فيه بحْرَانَ
الفضل، ونسيان المعارف والأصدقاء والخِلأَن.
ولا يحسبَن القارى ان هذه السيرة سَردٌ للحوادث فحسب، إنما
يتخلَلها وَصْفٌ شائق للأماكن والرحلات والمقاهي وبعض شوارع باريس
التي نزلها المؤلف، فكانت له فيها صولات وجولات، فوصف لنا
(السوربون)، و (الكولج دو فرانس)، و (الحي اللاتيني)، ومقهى
(دوبونت)، و (مدرسة اللغات الشرقية)، و (المعهد الإسلامي)،
و (متحف اللوفر)، وما تضم أروقته وباحاته من كنوز الرسم القديم
والحديث، فضلاَ عن التماثيل المنحوتة.
أما الحديث الممتع الذي يُستشَف منه صَلابة السامرائي وقوَةُ
شكيمته، وسَعةُ اطِّلاعه، وعمق ثقافته، فهو الحديث المطرد عن مرحلة
الدكتوراه والإشراف والمناقشة وما جُوبه به من تحديات. وفي بغداد
يستأنف عمله في التدريس بكلية اَداب جامعة بغداد، وفيما تبقى من حيز
في السيرة صرف المؤلف جهده للكلام على أسفاره وجولاته من بغداد إلى
تونس إلى الجزائر وإلى مصر والأردن وصنعاء التي أنشد فيها:
لابُدَ من صنعا وإنْ طالَ السفر. . .
وينتهي في كتابة سيرته إلى عودته إلى عمان، بعد ان أقام في اليمن
تسع سنوات، لقي بها العذاب كأنه العَذْب التمير.
72