كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة
دراسات في تراث أبي العلاء المَعَزيّ
دار الضياء - عمان 999 1 م، 388 ص،
7 ا ك! 4 2 صم.
عرفنا المعري شاعراً مشهوراً، ولم ندرك أنه كان أكثر من هذا،
ومازال الكثير من الدارسين لا يتجاوزون هذا القدر في معرفتهم لأبي العلاء
وليس الامر كذلك، فقد كان أبو العلاء من اهل الفهم الذي تجاوز فيه مادة
الشعر إلى غيره من علوم العربية، ئم تجاوز هذه على سَعَتها، فتناول أموراَ
افضَتْ إلى ما ندعوه (الفكر الفلسفي)، ولنبسط شيئاَ ملأ سَعَة معارف
أبي العلاء، فنقول: لقد كان نحوياً تضلع من النحو، فقد اعجب بكتاب
سيبويه وعني بشرح كتابه، وكان له فيه شرحان: الأول للمبتدئين،
والاَخر لِمَن سواهم.
وفي (رسالة الغفران) نفف على سعة علم المعري، فنجده عروضياَ
لا يُضارَع، فقد وصل في علم العروض إلى فواند زاد فيها على ما أُثر عن
صاحب العروض (الخليل) ويقول السامرائي: "وأتجاوز هذا فأجد
(الفصول والغايات) وأجد رسائله، فأجد في كل ذلك سَعَته في كل ما هو
فلسفي وما هو مُنْدَرج في (المعارف العامة) التي اسماها اولو العلم
(الأدب) " ويضرب السامرائي مثلاً على هذا في كتابه (الصاهل والشاحج)
الذي حشر فيه ما كان له مفا يخمق الحيوان، ويذهب إلى ان أبا العلاء
كان يُومن او ينظر إلى الحيوان الذي أوعب فيه الجاحظ معارفه في الأدب
والنقد والفرق وغيرها، ويختم السامرائي مقدمته بقوله: " إن المعري من
81