كتاب إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة

الناس، وقد يكون له ما للناس من خير وشر، ذلك أني وجدته قد جار
على السنين فظلم البُحتري أيما ظُلم في كتابه عبث الوليد".
ضم هذا الكتاب أربعة عشر فصلاَ:
الأول: مع المعري في اللزومياب صا ا - 47، خَلُص فيه إلى أ ن
اللزوميّات مصدز وافِ لكثير من المعارف، وهي بهذا تتجاوزُ حدودَ
مجموعات الشعر ودواوينه، إنه وئيقة مهمة أراد بها أبو العلاء أن يَظْهَر
على رجال عصره من اهل العلم كافّة، وهي مصدر للعربية نجد فيه الفرائد
والنوادر مما لا نجده في كتاب من كتب العربية، وكان له فهم في التصرف
بهذه الثروة اللغوية.
الثاني: من قراءة في رسالة الغفران ص 49 - 77، وهو نظرات في
مقدمة الدكتورة بنت الشاطئ التي حققت رسالة الغفران وفي الرسالة التي
حققتها.
الثالث: مع رسالة الغفران ص 79 - 12 1، أبان أن رسالة الغفران
رسالتان، جعل المعري أُولاهما في (الغفران) وهي رواية تخيلها فرحل
إلى الجنان حيث تصؤَر ابن القارح وقد غفر الله له، فإذا هو يسأل الناجين
من الشَعراء والأدباء: بمَ غُفر لكم، ثم ينتقل إلى جنة العفاريت، ف! لى
الجحيم حيث يسال الهَالكين بمَ لم يُغفر لكم؟ وابو العلاء يثني على ابن
القارح ثناءَ عظيماَ، ويُطْري رسَالته إطراءَ لا مزيد عليه، ورسالة ابن القارح
قد أراد منها صاحبها ان يتقرَب من المعري، ويعرفه ويطلعه على ما عنده
وما أبداه في رسالته ليسمع منه ما يقول، فكان من ابي العلاء رسالته
الشهيرة بالغفران، وفي الرسالة الثانية عَمَد المعري إلى الرد على ما جاء
في رسالة ابن القارح مفتداَ، ومحلّلاَ للبدع التي أخذ بها ابناء العصر،
موافقاَ ابن القارح حيناَ، معارضاَ له حيناَ اَخر، كل ذلك في شيء من
المداورة والغموض، لئلا يغضب رجال الفكر في عصره ممن يخالفونه
82

الصفحة 82