كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

السيرة كان نوراً يهديه، وهذا بعض ما عبَر عنه حين قال في تقديم
الكتاب (1).
" وكان حديثُ الاَثار الصحيحة التي وقفتُ عندها، كفهُ البلاغةُ في
التعبير عما تدلّ عليه، وتُوحيه إلى النفس من اَي الجلال والعظمة، فجبلُ
حراء، والغارُ في قمته، ومسجدُ عُداس بالطائف، ومسجد العقبة
وجمرتها، وجبلُ ثور مُتخباُ رسول الله بمي! وابي بكر رضي اللّه عنه بالغار
فيه، والطريقُ الذي سلكه النبي! شَي! إلى المدينة حين هجرته من مكة،
ومسجدُ قباء، والمسجد النبوي، والائار الكثيرة المختلفة بالمدينة،
وميدانُ بدر، حيث وقعت الغزوة الأولى بين قريش والمسلمين، هذه
المواقعُ وما إليها كانت تُثير امام ذهني ذكرياتٍ مليئة بالحياة، كأئها حدثتْ
بالأمس، وكانت تُوحي إليَّ معاني الإكبار والإعظام، وتزيدني إجلالاً
لهذه الأماكن، في صمتها العميق، الذي لم يغير منه توالي القرون، ولقد
كان ما اوحته هذه الأماكن مما حاولت تصويره في هذا الكتاب ابلغ مما
استطاع قلمي ان يصفه أضعافاً مضاعفة ".
وقد تواضع الكاتب اشد التواضع حين ذكر أن كتابه ليس مرجعاً من
مراجع التاريخ ا لإسلامي، ولا شيء فيه من تقويم العرب، إنما هي وقفاث
وقفها الكاتب في بلاد الوحي ومنزله، مُلتمساًالعبرة والأسوة، واملاًا ن
يُشرِكَ فيهما القزاء من المؤمنين (2).
هذا التواضع لا يُدلّ على الواقع العلمي للكتاب، فُكُتبُ الرحلاب
(1)
(2)
في منزل الوحي، ص 4 1.
المرجع السابق، ص 0 2.
100

الصفحة 100