كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

الكامل لم يتح بعد، كما اشرتُ إلى ذلك من قبل!.
وأحسن ما اتجه إليه الدكتورُ هيكل في كتابه هو استلهامُه العبرةَ من
التاريخ، حين يشرحُ ماَسي العصر الحاضر، ففي زمننا الكئيب الذي
سادت فيه القوميّات أوروبيّة وعربيّة، وأصبحتْ كأنّها المثل الأعلى للرقيئ
الحضاري في الوطن المتطقع للسيادة، خَفَتَ صوتُ الدعوة إلى الوحدة
الإسلامية، وكأنّها مرضٌ يجب الفرار منه، إذ هي مدعاةُ التأخر في بلاد
الإسلام، ونشطتْ أقلامٌ مأجورة، تُحرّم أن يكون الدين عاملاً من عوامل
ا لقومية المزعومة، وهنا صاع ا لدكتور هيكل بالحقّ ا لجريء حين قال (1):
" والفكرة الإسلامية المبْنيّة على التوحيد في الإيمان بالثه تنزعُ في
ظلال حرية الفكر إلى الوحدة الإنسانية، وحدة اساسها الإخاء والمحتة،
فالمؤمنون في مشارق الأرض ومغاربها إخوةٌ يتحابون بنور الله بينهم،
وهم لذلك امةٌ واحدة، تحئتها السلام، وغايتُها السلام، وهذه الفكرةُ
الإسلامية تخالفُ ما يدعو إليه عالمنا الحاضر من تقديس القوميات (2)،
وتصوير الأمم وِحْداتٍ تتنافمم! بحكم السيف، وتُحكم أسباب الدمار بينها
فيما تتنافس عليه، ولقد تأئرنا معشر امم الشرق بهذه الفكرة القومية،
واندفعنا ننفح فيها روحَ القوة، نحسبُ اننا نستطيعُ ان نقف بها في وجه
الغرب، الذي طغى علينا وأذئنا، وخُئل إلينا في سذاجتنا أننا قادرون بها
(1)
(2)
في منزل الوحي، ص 4 2.
القومية وعاء إنْ مُلِىءَ بالإسلام فهي نور على نور، هان مُلئت بأفكار علمانية
صليبية تارة وصهيونية وماركسية تارة اخرى فماذا ينفع صفاء الإناء إذا خبث
الثرا! الذي فيه، ما اشبه القومية التي تبهرج بكحبة اليمن اقيمت لصرف الناس
عن بناء كريم كل ذنبه انه بواد غير ذي زرع، واليوم تسوّق الصليبية والصهيونية
تحت اسم بزاق هو العولمة فالحذر الحذر ا! (الناشر)
102

الصفحة 102