كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

عمل المؤرخ، ولم جممْبتها العقاد لأنّه عمل الأديب، فهيكل يساير أبا بكر
من أبويْه، وصباه وإسلامه، ويتتبع حياته خطوةً خطوةً، في بيْعته،
وأعماله في خلافته عملاً عملاً إلى مرضه ووفاته، والعقاد يرى في عمر
اعمالاً بارزةً، يتحْيّرها، ويركزُ عليها كلامه، ويطلقُ فيها قلمه، ويُحقلها
ويُجلّيها، ولا يتركها حتى يصفي حسابه معها، فلا يهقه تفاصيل فتوح
عمر، ولكنْ يهفه النظرة العامة في عمر، ولكل شيخٍ طريقته، ولكل
طريقة ميزتها ".
وأنا بعد ان نقلث ما قال الأديبان الكبيران، أعمدُ إلى لقطات قوية
مما ذكر هيكل لأشير إليها، كي تدكَ على منهجه الأسلوبيّ من قريب.
واولُ ما خضه هيكل بالحديث إيضاح الباعثِ على تأليف كتابه
(الصديق) بعد كتابه (حياة محمد)، حيث قرّر أنّ الذي أغراهُ بالتفكير في
هذا الأمر انّ الإمعراطورية الإسلامية كانت اثراً لتعاليم النبيّ العربي ع! يم
وسنته، وأنّه وقد درس حياته مج! ي!، وراى أن نتائج هذه الدراسة جديرةٌ بأن
تهدي الإنسانية طريقها إلى الحضارة التي تنشدها، فإنّ في دراسة هذه
الإمبراطورية واطوارها ما يزيدُنا قدراً للتاشي بالرسول مج! ي! وتعاليمه.
وما يُيسّرُ لنا حطاً جديداً من العلم بهذه الحياة الباهرة الجلال، يزيد
العلماء اقتناعاً بما دعا إليه من إمعان البحث فيما تنطوي عليه من حقائق
نفسيّة، وأخرى روحية، كما ان معرفة الماضي هي وحدها التي تُطوع لنا
تصوير المستقبل، وتوجيه الجهود نحوه إلى الغاية الجديرة بالإنسانية،
ومعرفةُ الماضي هي الوسيلة لتشخيص الحاضر، فالماضي والحاضر
والمستقبل وحدة لا سبيل إلى انفصامها".
وقد يلاحظ القارئ أن عبارة (الإمبراطورية الإسلامية) قد ذُكرت
109

الصفحة 109