كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

في هذا الئص، وهي عبارةٌ ترددت كثيراَ فيما كتب هيكل من الدراسات
الإسلامية جميعها وبها سفى احد كتبه، وقد اعترض عليها الأستاذ الشهير
سيد قطب حين قال (1): " إنها ابعد ما تكون عن روح الإسلام الحقيقية،
مهما فرقنا بيْن مدلول الإمبراطورية الإسلامية، ومدلول الإمبراطورية
المعروف، ولعل المظهر الشكلي - في رأي الأستاذ الشهير - وهو تكوينُ
العالم الإسلامي من عدة أقاليم متباينة الأجناس والثقافات، يرجعُ أمر
الحكم فيها إلى مركز واحد هو مظهرُ الإمبراطورية، ولكئه مجرد مظهر،
والمعول عليه هو طبيعة نظر هذا المركز إلى الأقاليم، وكل تتبع لروح
الإسلام وطريقته في الحكم يجزم بأئها أبعدُ ما تكون عن الإمبراطوريات
المعروفة، فالإسلامُ يسوّي بين المسلمين في جميع أجزاء العالم، وينكر
العصبيات الجنسية والإقليمية ".
هذا ما عناهُ الأستاذ قطب في اعتراضه على عبارة (الإمبراطورية
ا لإسلامية) ا لتي تكررت كثير اَ في بحوث ا لدكتور هيكل، وموضعُ ا لاعتراض
أن الحكم الإسلامي في البلاد المختلفة يدعو إلى المساواة، ولا كذلك
ما عُرف عن ا لإمبراطوريات الغربية.
وأنا أقول في دفع هذا الاعتراض: إن الدكتور هيكل قد قزَر في كل
ما كتب أنَّ الإمبراطورية الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة وفي بعض
العهود التالية كانت تلتزمُ بالمساواة، وتراها الطريقَ الواضح لسعادة
البشرية، فهي إمبراطوريةٌ متميّزةٌ بمبادئها المُخالفة لإمبراطوريات فارس
والروم في القديم، وإمبراطوريات أوروبة في القرون الماضية الغربية،
قبل أن تتحرّر الشعوب من نير الاستعباد!.
(1)
العدالة ا لاجتماعية في ا لإسلام، صا 9.
0 1 1

الصفحة 110