كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

وهيكل يفهم ذلك جداَ، بل يعد انتصار الفتج الإسلامي، وامتداده
إلى حيثُ رفرف علمه على الأمم البعيدة كان باعثهُ الأول هو الدعوة إلى
المساواة، ويزيدُ الدكتور هيكل فيرى ان المساواة هذه هي التي دفعت
ابا بكر لفتح بلاد فارس والروم، واثقأ ان الدعوة إليها هي أكبرُ سلاح
يجلبُ ا لانتصار، يقول الدكتور هيكل (1):
"إن رواية الحوادث في عهد ابي بكر تشهدُ له ببعد النظر، وحُسنِ
الراي، فهو حين فكر في غزو الفرس وفي غزو الروم، لأؤل ما اطمانّ إلى
موقف المسلمين من حروب الردة في بلاد العرب، قد رأى في المساواة
التي جاء بها الإسعلام قوةَ جديدة لا تستطيع فارس ولا تستطيع بيزنطة أ ن
تواجهها، فهذا المبدا جديرٌ بأن تهوى إليه نفوسُ الناس جميعأ في هاتينْ
الإمبراطوريتين، اللتين قامتا على حكم الفرد، وعلى نظام الطوائف،
وعلى التفاوب بيق الناس، ليكنْ لكل من الإمبراطوريتين ما تشاء من عُدة
وعدد، فإن فكرة المساواة والعدل اقوى من كل قوة، والحكمُ القائم على
اساس هذه الفكر! جديرٌ بأن يكسب الناس إليه، ما كان ا لإنصاف اساسه.
لذلك لم الصذَ ابا بكر عن غزو العراق وغزو الشام ما كان من
اختلاف طائفة مق كبار الصحابة معه في الراي، بل امر بهذا الغزو مطمئنأ
إلى أن الله مُعينه وناصره، ولذلك نصح إلى من بعثهم على راس هذا الغزو
أن يتم! كوا بالمساواة والإنصاف والعدل لا يحيدون عنها قيد انملة ".
وإذن فلفظُ (الإمبراطورية) لا اعتراض عليه بالمفهوم الإسلامي،
الذي عزَفهُ هيكل، واشادَ به في فخرِ واعتدادِ. . . وليست المسالة مسألة
(1) الصديق أبو بكر، ص 13.
111

الصفحة 111