كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

جيوش المسلمين على الكثرة الكاسحة من فيالق الفرس والروم معأ! وعلّل
هذا الانتصار بما في الدعوة الإسلامية من حيوية دافقة، تدفعُ إلى إخراج
البشرية من الظلمات إلى النور.
فقد استرعى ا لإسلام سمع الناس فدانوا به، لأنّه يصوّر مثل ا لإنسانية
الأعلى، ويسمو بالكرامة والحرية إلى أرفع الدُّرى.
ثم انتقل إلى الإجابة عن سؤالٍ اَخر لا يقل اهميةً عن سابقه، وهو
لماذا اصطفى نبيه ع! ز من شبه الجزيرة العربية؟
ورجع في الجواب إلى المشهود الملموس في تاريخ هذه الحقبة في
العالم جميعه، وإذا كان المؤلف قد كرر في بعض الصفحات ما سبق أنْ
دؤنه من قبل، فإنّ المواقف المتشابهة كانتْ داعيةً هذا التكرار، وليست
كتب التاريخ معادلاب رياضية تقف عند الأرقام الصّماء، بل هي ميدانٌ
لفيضٍ دافق من الشعور الإنساني، يجيش في صدر المؤرخ حين يشهدُ
لوامع العظمة الإنسانية في السلوك الحيّ، والتطبيق النزيه، وفي ختام
حديثه أشارَ إلى تقدم الضمير الإنساني عبر العصور، وإذا كان من الشاهد
أته يجمدُ أحيانأحتى ليخاله الرائي قد ارتدّ، فإنّه لا بدّ بالغ غايته الشريفة
من النضج، لىن اقتضى ذلك امداً طويلاً، ومق بوادر هذا التقدم الإنساني
النبيل ما سجّله المؤلّف عن الكاتب الإنكليزي الأشهر (برنارد شو) حين
تحدّث في مجلة (نور الإسلام) عدد 0 4، ص 0 572، سنة 352 اهـ
فقال (1):
"لقد كان دينُ محمد موضع تفديري السامي دائمأ، لما ينطوي عليه
(1) الصديق أبو بكر، ص 4 37.
115

الصفحة 115