كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

من حيوئة مدهشة، لأئه على ما يلوح لي هو الدين الوحيد الذي له ملكة
الهضم لأطوار الحياة المختلفة، والذي يستطيعُ لذلك ان يجذب إليه كل
جيل من الناس.
ولقد عمد رجالُ (الإكليروس) في العصور الوسطى إلى تصوير
الإسلام في احلك الألوان، وذلك بسبب الجهل والتعصب الذميم،
والواقعٍ ائهم كانوا يسرفون في كراهية محمد وكراهية دينه، ويعدونه
خصما للمسيج، أما أنا فأرى واجباًان يُدعى محمد منقذَ الإنسانية،
وأعتقدُ أن رجلاً مثله إذا تولى زعامة العالم نججَ في حل مشكلاته " إلى أ ن
قال: " ولقد دان كثيرون من قومي ومن اهل أوروبة بدين محمد في الوقت
الحاضر، وهذا يجعلُنا قادرين على أن نقولَ: إن تحول اوروبة إلى الإسلام
قد بدأ".
وقد عقب الدكتور على ذلك بقوله (1): إن تحقيق هذا الأمل رهنٌ
بان يبلغ الضمير الإنسانيئُ نضجَه، فهل كتب القدر الرحيم في لوحه ا ن
تتمخض الاَلام والضحايا التي احتملها العالم في هذا القرن المتتم للعشرين
عن هذا النضج؟ لا ريبَ عندي في انَّ الإنسانية ستخطو في هذا السبيل
خطوةً إن لم نستطع اليومَ ان نُقدّر مداها، فمن حقنا أن نغتبط بها، وأن
نتطلّع بعدها إلى خطواتٍ أفسح!.
(1) الصديق آبو بكر، ص 375.
!!!
116

الصفحة 116