كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

الفاروق عمر
يعتبر كتابُ (الفاروق عمر) بجزئيه الكبيرين من احفلِ ما كتبَ
الدكتور هيكل في المضمار التاريخي، لأنّ الفترة التي حكمَ فيها الفاروق
كانتْ من ايمن الفترات على الإسلام، فقد انتقل الصّديق إلى جوار ربه
بعد حروب الردة، ومقدمات القتالِ في فارس والروم، فلمّا تولى الفاروقُ
مِن بعده، كان ميدانُ الفتوح فسيحأ واسعأ، يحتاج إلى جهاد خارق،
تحقق برعايته الساهرة، فامتدت الفتوح إلى نهاية بلاد الشام وفارس
ومصر، وبذلك بلغت حدود هذه الفتوح -كما يقولُ الدكتور هيكل-
الصين من الشرق، وإفريقية من الغرب، وبحر قزوين من الشمال،
والسودان من الجنوب!
كلُّ ذلك تحقّق في عهد الفاروق، وتطفب تاريخأ دقيقأ لا في وصف
المعارك وحدها، بل في الإدارة والسياسة والاقتصاد، وكل ما يشمل
امورَ الدولة الممتدة في اكناف قارتين واسعتي الأطراف، وهذا ما قام به
المؤلف النشيط حين كتب مؤلّفيْن هامّين تحدثَ في اوّلهما عن عمر في
جاهليته وإسلامه، وعن اثره في صحبة رسول الله يكنَي! ثم في عهد ابي بكر،
وذلك كله تمهيد لأعماله حين تولى الخلافة، فجهز الجيوش، وصقم
على إتمام ما بُدى من الفتوح، وهنا امتدت فصولُ هذا الجزء لتشملَ
الحديث عن فتح العراق، ومعارك القادسية، والمدائن، وعن فتح دمشق،
117

الصفحة 117