كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

في الهزيمة لدى جيوش الروم، وقد كان هرقلُ الذي انتصر على أكبر قائد
فارسيئ، مهزومأ من الداخل أمام شعوره بباس المسلمين، لذلك لم يقُدِ
المعركة بنفسه كما قادها في معارك الفرس، وأسلم القيادة لغيره، ئم جعل
يترقب الأنباء في حذرٍ، وقد حل ما توقع، فقد مُني بهزيمة نكراء جعلته
ينظر إلى سورية في حسرةٍ، ويقول حين عزم على الرحيل: "سلامٌ عليك
يا سورية سلامأ لا لقاءَ بعده ".
تلك صفحات سجلها الكتابُ الرائع الذي خطه الدكتور هيكل عن
امجاد الإسلام بقيادة الفاروق، ولولا طولهُ النسبي لاقترحت أن يكون
كتاب قراءة في المدارس الثانوية، ليُنشئ من أبناء الإسلام جيلاً يؤمن بقوة
العقيدة، وتحفيق الانتصار، وبما تبعثه من شعور متقد، وإذا لم يكن
الكتاب لطوله موضع القراءة الأسبوعية في الحصص المدرسية أفلا يُختار
من صفحاته ما يدل على بقيته، وما يؤجج هذا الشعور الذي ننتظر أ ن
يلتهب بعد خمود، ولستُ أضائل مما كتب هيكل في كتابيه (حياة محمد)
و (الصديق ابو بكر) ولكنّ كتابأ يتحدث عن هزيمة اكبر إمبراطوريتين
هائلتين أمام جيوش العقيدة ورسل التوحيد لجدير بأن يكونَ موضعَ
المطالعة والتدريس.
***
126

الصفحة 126