كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

قادة الأمة، ولهم كفاءتهم البارزة سياسيأ وثقافيأ ووطنيأ، ولكثه إذعان من
هيكل ضد ما يوحيه الدستور، وضد رغبة الأكثرية ذات الوعي المشهود.
أما معارضته لبعض سياسة وزراء الحرب، فأستشهدُ له بما ذكره من
استيائه من إقالة ثلاثة عشر مستشاراَ بالاستئناف، إذ وجدتْ في أحكامهم
مايزلزل كيانها السياسي، وهو عملٌ جريء رفضه هيكل، وذكر انَّ جماعةَ
من أنصار الحزب كعدلي والهلباوي لم يوافقوا عليه، يقول هيكل (1):
" لقد اعتزمتُ الا ادافع عن هذا الإجراء، ولا انشر دفاعأ ايّأكان مصدره،
إلا ان يكون بلاغأ رسميأ لا حيلة لي في منعه، وبقيتُ عند عزمي، فلم
أكتب في الموضوع كلمة، ولم انشر شيئأكتبه غيري، ولم أستجب لرجاءٍ
في نشر شيءٍ".
وهكذا تمضي (المذكرات) في تفصيل امور سياسية هامة لابسها
الدكتور ملابسةَ المشارك بالراي حينأ، وبالتنفيذ حينأ اخر، ونحن نعلم انّ
مذكرات السياسيين ليست تاريخأ، ولكنّها وجهات نظر، تصلحُ مادةً
للتحليل والإفادة، كما قد تُقابل بالتخطئة والتصويب، فهي شهادةٌ تقدَّمُ
لمحكمة التاريخ، وعلى القاضي ان يقبلها و 7 ن يرفضها وفق ما يقرّره
ميزانه الدقيق.
***
__________
(1) المذكرات: 1/ 8 9 2.

130

الصفحة 130