كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

تراجم مصرية وغربية
هذا الكتابُ من أقوى ما كتب الدكتور هيكل في مراميه واتجاهاته،
لأته لم يُردْ بحديث التراجم ان يكتب ملفات رسمية، تتضفن تاريخ البلاد،
والأعمال الرسمية محدّدة بزمانها، إنما أراد أن يُصوّر التاريخ نفسه في
سير أعلامه الذين كان لهم أثرٌ في تقدم البلاد، وكانت فلسفةُ هذه النظرة
مسيطرةً عليه في كل سطر كتبه بهذه التراجم، فهو يتحدث عن العصر نفسه
حين يتحدث عن مثل إسماعيل باشا، ومصطفى كامل، وعبد الخالق
ثروت، بحيث يكون النسيج العام للتاريخ ذا خيوط تتصل بسيرة من
يتحدث عنه اتصالاً يرلمعل إشعاعه على الوضع العام سياسياَ واجتماعياَ
وأدبياَ.
هذا من ناحية، أما الناحية الأخرى، فإنَّ فكرة صحيحة رسخت في
ذهن الدكتور هيكل هي أن مصرَ هي التي حكمت نفسها في عُهُودها
الماضية، وانّ مؤرخي أوروبة هم الذين ابتدعوا تقسيم التاريخ المصري
إلى عصرٍ فرعوني، فيوناني، فروماني، فعربيئ، فعثماني، ليُوهموا القزاء
ان مصر لم تستقل بحكمها الأصيل إلا في العهد الفرعوني فحسب.
وفي سبيل تقرير هذه الحقيقة بدأ الدكتور بعصر البطالسة، فأثبت
انه من عهد بطليموس الثاني قد تحولت السياسة إلى يد مصر، فأصبحت
مستققة بذاتها، حتى إن رومة كانت تعدّها العدؤ الأول.
131

الصفحة 131