كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

الكبير بمستقبل زاهرٍ ".
وحينَ رحل هيكل إلى فرنسة لم يكُنْ من شانه أن يعكفَ على
الدراسة الثانوية وحدَها، ولكنّه اتجه فيما اتجه إلى الحركة الأدبية
بفرنسة، فقرأ الضحُف الأدبية والمؤلّفات الفنية، وكأنّه كان يعلمُ في
أطوائه أئه سيكون زعيماً أديباً في قومه، وان عليْه أن يستعِد لهذا الموقف
بما ينهل من ئقافةٍ معاصرة، لذلك لم يقطع صلتَه بالعمل الأدبيئ في مصر،
حيث أخذ يُرْسلُ إلى جريدة (الجريدة) فصولاً متتابعةً مِنْ قصة (زينب)
التي بدأ كتابتها ببارشى، حينَ أدْهَشه من رُقيها الحضاري ما لم يجدهُ في
مصر، كَتب هذه القضة مُسلسلةً في حلقاتٍ، صَادَفَتِ اهتمامَ الجمهور،
ولم يكُنْ يُوقعها ب! مضائه الصرجح.
ويقول مؤرخوه في تعليل ذلك: إته كان يخشى ان يكونَ العملُ
القصصيئُ في نشأتِه الأولى بمصر غيرَ مرموقِ المكانةِ في عهد المقالة
الأدبية، التي تُسيطر وَحْدَها على الجمهور، فارادَ ان يختبرَ موضعَ القضة
من القزاب!، وبخاصة فيما تحذثَ به عن أوضاعٍ اجتماعيةٍ يَجبُ أن تسيرَ في
طريقها إلى الزوال.
وانا لا ارى ذلكَ، لأنّ الحديثَ عن هذه الأوضاع كانَ قد ا نْتشًرَ منذُ
عِقديْن من الزمن، وأصبحَ له كُتَابه المشهورون دون تسمر واستحياء! إتما
الذي كان يحذره الدكتور هيكل هو شعورُ والده الشيخ الريفيئ حين يجد
ابنَه يكتبُ في الصحف أنْهاراً متصلة، تاركاً عمله القانوني الّذي أرسلَه من
أجله، مُتحمّلاً نفقاتِ السفر على أحسن ما يُقدمُ لطالب يرعاه والدُه الثرفيُ
بحنانه! هذه الملاحظة وحدَها كانت باعثَ هيكل على التوقيع المستعار،
بدليل أن مقالاته الأخرى في غير قصة (زينب) كان تخلو من إمضائهِ
16

الصفحة 16