كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

و (عبد الرحمن عزام) و (صالح حرب) من شُرَفاص الوطن العربي ومجاهديه
الذين يعتبرونَ بلادَ الإسلام أمةً واحدة! حينها كتبَ (احمد لطفي السيد)
ينتَفدُ هذه التبرعات، ويراها نزعة عاطفية لا ترعى شُؤون الوطن الخاص،
إذ على المصريّ ان يقفَ عند حُدود وطنه فحسب (1).
وحيا الله الشعب المصري حبن ثار ثورةً عارمةً على هذا المقال،
ونادى بمُقاطعة (الجريدة) التي تهدفُ الى مهادنة الإنكليز هدفاً صريحاً
دونَ مواربة، فتُثير الكوامن في النفوس، ثم هي الآنَ تدعو الى قطعِ
الأواصرِ بين أعضاص الجسد الإسلامي الواحد: هنا لم يجد احمد لطفي
السيد مَفرّاً من الانسحاب من القاهرة مؤقتاً، واللجوء إلى قريته بالريف
المصري (2)، فاستدعى الدكتور محمد حسين هيبهل للإشراف على
(الجريدة) مدّة احتجابه، وحارَ هيكل فيما يصنع، فرأى ان يبتدى عهدَهُ
بمقالات تَدينُ الاعتداء الإيطالي، وتعده جريمةً شنيعةً تُضافُ إلى جرائم
فرنسة وإنكلترة وهولندة في احتلال البلاد الامنة، وكانَ ما كتبه هيكل في
هذا النطاق باعثَ هدوءٍ وقتيئ لدى الجمهور، لأنّ هيكل لم يُسفّهْ رأيَ
استاذه في عدم التبرع للقطر الشقيق، ولكنَّه نقل الحديث من ناحيةٍ إلى
ناحية!!.
ئم رأت الجامعة المصرية القديمة أن تستعينَ بالدكتور هيكل أستاذاَ
للقانون الدستوري بها، لأنّه مؤهل لذلك بما احرزَه من درجة علمية تجِد
(1)
(2)
كان يمالئ في هذا المقال الإنكليز والخديوي عباس حلمي الذي كان موالياَ
للطليان ضد عرب ليبية. (الناشر)
ومع هذه المواقف المخزية لأحمد لطفي السيد ما زال هناك من يسميه أستاذ
الجيل!. (الناشر)
18

الصفحة 18