كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

ا لاستقلال، ولكنّهم احشُوا بعد ان قامت ئورة سنة 9 91 1 م انهم يقفون في
اتجاهٍ فرديّ، وأن الواجب ان يكونوا مع الشعب في ثورته، وقد تطوّرتِ
الأمور تطؤراً خطيرأ، حين انشق بعضُ الزعماء على (سعد زغلول)
وأعلنوا تأليف (حزب الأحرار الدستوريين)، وما كانَ الدكتور هيكل بادئ
ذي بدء يُفكر في تَرْكِ الحزب الديمقراطي والانضمام إلى حزب الأحرار،
ولكنّ الأستاذ أحمد لطفي السيد قد ألحّ عليه إلحاحاً شديداًان ينضئمَ إلى
الحزب، وأنْ يكون رئيسَ تحريرٍ لجريدة (ال! ياسة) التي تنْطق بلسانه،
وهي مهمة شاقة خطيرة، لأنّ (حزب الأحرار الدستوريين) كانَ يتالف من
جماعةِ (اصحاب المصالج الخاصة) الّذين كانوا يمثّلون (حزب الأمة) في
عهد (كرومر)، والذينَ وجدوا من الاحتلال كلّ تأييد.
لقد استجابَ هيكلُ لطلبِ احمد لطفي السيد، ورأسَ تحريرَ
(السياسة)، وعلى صفحاتِها برزَ دوره السياسيئ في تاريخ مصر، وانهمكَ
في الحزبية انهماكاً شغل اكثرَ وقته، على ما سنشير إليه عند حديثنا عن
سعد زغلول وهيكل باعتبارِ سعدٍ زعيمَ الأمة، وهيكل الكاتب الأول الذي
يعارضه، ويشرف على المقالات الحادة التي توجّه ضده، وأقول الحادة،
لأن جريدة (السياسة) بدات هادئةَ النبرة، ئم استحالت كتلةً من الغضب
الثائر ردأً على الصحف التي تناوئها بضراوة.
ومهما يكن من شيء فقد ظل هيكل قائد الصحيفة حتى تولى وزارة
المعارف في اخر يوم من سنة 937 ام، لأنّها اقربُ الوزارات إلى قلبِه،
وبمجهوده وضعَ هيكل اساسَ النّظام لِلاَّمركزية في التعليم، فأنشاَ المناطق
التعليمية في كل عاصمة من عواصم التعليم، لتدير المدارس التابعة
لإقليمها، بعدَ أنْ كانت القاهرة هي المركز الوحيد لكل مدارسِ القُطر،
21

الصفحة 21