كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

كما انشاَ مجلسَ التعليم الأعلى حين تولى الوزارة ثانية سنة 0 94 ام،
وجعلَ من مهمته العمل على إعدادِ خططِ ترتفعُ بالتعليم إلى مستوى
المدارس الأوروبية، معَ مراعاة حاجةِ البلادِ بالنسبة إلى التعليم الزراعيئ
والتجاريّ والصناعيّ.
وقد افتتجَ المجلسَ بمحاضرة ضافية، ترسَّم ماتسير عليه الوزارة من
خطط، وما يُرجى أن تتطوّر إلى ما هو افضل، كما اوضجَ الاَراء المختلفة
في التعليم الأولي، وصلتهِ بالتعليم الابتدائي، ئم صلةِ الأخير بالتعليم
الثانوي، مُبيناَ ما وُجّه إلى كل منها من ماَخذ جوهرية تتطلّبُ العلاج،
وخصن الفغة القومية بمزيد اهتمامه، لأنّها اصلُ التقدم الثقافي في مصر،
كما امتد بنظره إلى الإصلاح الاجتماعي فكان صاحبَ الفضل في إنشاء
جمعيتهِ التي أدّتْ دورها، وتبنتْ إنشاء معاهد الخدمة الاجتماعية لأوّل
مزة في مصر.
وإذا كانت مرّات الوزارة قد تعددتْ بالنسبة لهيكل، فإئه انتهى إلى
رئاسة مجلس الشيوخ، فأعادَ للبرلمان مكانته التي حظي بها في رئاساب
(سعد زغلول) و (حسين رشدي) و (مصطفى النحاس)، وكانَ موقفه بالغ
الدقة، لأن اكثرية الأعضاء لم يكونوا من حزبه وحزب مُحالفيه، بل كانوا
من حزب الوفد، اقوى ا لأحزاب خَطراَ، واكثرها شعبيّة واهتماماَ بالمواطن
المصري، ولم تمتدّ رياستهُ، إذ اختارتْ حكومةُ الوفد عضواَ من اعضائها
البارفدن للرئاسة.
وبعيداَ عن المناصب الرسميّة، تبوأَ هيكل رئاسةَ (حزب الأحرار
الدستوريين) وهو الحزبُ الذي يراسه من قبلُ (عدلي باشا) و (عبد العزيز
فهمي باشا) و (محمد محمود باشا)، وكفهم من أصحابِ المكانة العليا في
22

الصفحة 22