كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

مصر، ولم يكنْ محمد حسين هيكل اقلّ منهم كفاءةً في هذا المجال،
ولكئه زادَ عليهم بالتواضع والتسامح، إذ إنّ الأرستفراطية العالية كانت
ابرزَ سمات سابقيه من زعماء الحزب، فباعدتْ بين الحزب والجمهور
مباعدةً شاسعةً، بحيث كان لا يفوز في الانتخابات إذا كانت حرّةً، ولكنه
كان يفوزُ عندما تتدخل الحكومة، فتُسقط معارضيها بالتزوير، وهذا حق
يجب أن يقال!.
ثم قامت الثورة، فأُجبر هيكل على الانزواء السياسي حين حُلّت
الأحزاب، ولفقتِ التهم للأبرياء، كي يتمكن العسكريّون من الحكم،
فيكون منهم الزعماء والوزراء، ومن يتملقون اتجاهات الحاكمين،
واعتكفَ هيكلُ في منزله كاتباً يسطّر مذكراته، ويُراجع ما تحتاجُ إليه كُتُبه
من زيادات، حتى لقيَ رئه في صباح السبت. . من ديسمبر سنة 956 ام،
بعد ئمانية وستين عاماً قضاها كاتباَ وسياسياً وزعيماً، فاكتسبَ مكانتهُ
الخالدة بين المفكرين!.
!!!
23

الصفحة 23