كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

في عالم الصحافة
سأذكرُ في فصلِ تالِ ما انتهى إليه الدكتور هيكل من مُراجعةِ لاَرائه
الفكرية، بحيثُ عذل كثيراَ من ارائه في ضوص ما اهتدى إليه من الحقائق،
ف! ذا اخَذْنا عليه في طوره الأوّل بعض ما لا نجدُ مجالاَ للاتفاق عليه، فهذا
شي! طبيعيئ، وكل إنسانِ يُخطئ ويصيب.
لفد كانَ من قِسْمة الدكتور هيكل ان يكونَ رئيساً لتحرير جريدة
تتجه في نشأتها الأولى وِجْهة الغرب، وترى في حضارته موضعاً
للاقتداء، وثَقافته مكاناَ للاستفادة، وفي هذا الاتّجاه تورطتِ الجريدةُ في
تأييد آراء ظهرَ عوارها، ولم تقفْ عند التاييد، بل انتقلتْ إلى الهجوم على
أصحاب الراي المخالف، ورمْيِهم بقصر النظر، وقفة الاطلاع تارة،
وبالغرض المتجه إلى تأييدِ منْحَى سياسي تارةًاخرى، يتجقى ذلك في
موقف جريدة (السياسة) من كِتاب (الإسلام وآصول الحكم)، وكتاب
(الشعر الجاهلي) حيثُ لم يكتفِ المحزرون بها بنقد الراي المخالف، بل
اتجهوا إلى رمي خُصومهم بالجمود والانتهازية. وكَسْبِ الجماهير عن
طريق الخداع، وأدهى من ذلك كقه ان يتحدث المتحدئون عن موقف
جريدة (السياسة) في بحوثِ جامعئة، فلا يَهتدوا إلى صواب، بلْ إلى
شطط مارِقِ، حين يزعمُ زاعم ان صاحب (1) (الإسلام وآصول الحكم)
(1) هو الشيخ علي عبد الرؤاق نجل حسن عبد الرزاق باشا أحد الأعيان وآحد
مؤسسي حزب الأمة الموالي ل! نكليز.
24

الصفحة 24