كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

يمثل مدرسة الإمام (محمد عبده) ويصدر عن اتجاهه، وهي خديعةٌ بدا
بها (تشارلز آدمس) صاحب (ا لإسلام والتجديد في مصر) حين الّف رسالتَه
عن التجديد ا لإسلامي المعاصر في زَعمه، وهي تَدورُ على مدرسةِ الإمام،
ومن يلوذون به من التلاميذ والأصدقاء، ومَبْلغ تأثيره في اتجاههم، ثم
يجعلُ ملحق الدراسة كتاب (الإسلام واصول الحكم) ليدلس على القارئ
حين يُفهِمهُ انَّ الكتاب ثمرةٌ من ثمار الأستاذ ا لإمام.
ولو كانَ (تشارلز آدمس) ينشِدُ الحقيقة لِذات الحقيقة لجعلَ الملحقَ
الخاص هو كتاب (رسالة التوحيد) للأستاذ الإمام، إذ هي من تاليفه،
وتعتبرُ مِئالاَ لاتجاهه، وحينئذِ يكون الملحق مستقرّاَ في موضعه! اما ا ن
نأتي بكتابِ يُقرّر غيرَ ما اتجه إليه الإمام في كُتُبه ومحاضراته، ثم نجعلُه
مُلحفاَ لدراسةِ خادعةِ عنه، فهذا هُو التدليسُ بعينه.
لقد جاءَ نفرٌ ممن تحدثوا عن كتاب (الإسلام واصول الحكم)
فذكروا ائه يسير على منهج الإمام، وتفسير المنار لَدينا ينقلُ في سُوَرِ البقرة
وآل عمران والنّساء ما يعصفُ بكلّ ما ساقه صاحب الكتاب من أراجيف،
وإذنْ فدفاعُ جريدة (السياسة) ودفاعُ الدكتور هيكل عن الكتاب، ورَمي
مُخالفيه بالغرض والجهل مما يُؤاخَذ عليه الدكتور هيكل، ومن يقراُ كُتبَهُ
الإسلامية بعد هذه الفترة يجد اتجاهاَ غير هذا ا لاتجاه، وبعداَ كبيراَ عن هذا
الجموح.
ولكي نُظهِرَ الرايَ الصحيح في هذا الكتاب فلن نرجعَ إلى أقوال
مُعارضيه من فطاحل النقّاد (1)، ولكننا نرجع إلى رأي زعيم الأمة (سعد
(1)
منهم الإمام اكبر محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر، والشيخ محمد
بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية، والشيخ طاهر ابن عاشور شيخ الجماعة=
25

الصفحة 25