كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

والعقل أن يُخرجوا من زمرتهم من يخرج على انظمتهم، فهذا أمز لا علاقة
له مُطلقاً بحريّة الراي التي تعْنيها السياسة ".
هذا عن كتاب (الإسلام وأصول الحكم)، وأمّا كتابُ (في الشعر
الجاهلي) الذي احتَضَنَتْهُ جريدة (السياسة)، وكتَبَ الدكتور هيكل يدافعُ
عنه، ويتصدى لمهاجميه، فأنا اعجبُ لذلك كلَ العجب! إنَّ كتابَ (في
الشعر الجاهلي) لم يقف علماءُ الأزهر ومِنْ ورائهم صفوةُ المؤمنين في
طريقة لأنّه يدعو إلى إنكار الشعر الجاهلي، وما كانَ الشعر الجاهلي ذ ا
قداسةٍ عند المسلمين حتى يثورَ الأزهرُ بشأنِ إنكاره! ولكنّ الدكتور طه
حسين تعدّى البحث في الشعر الجاهلي إلى نَقْد القراَن الكريم دون
ضرورةٍ، وبدون مناسبة تدعو إلى التعرّض لهذا الكتاب الكريم، فقد قالَ
ما نصه: "للقرآنِ آنْ يحدثنا عن إبراهيم، ولكنّ حديثَ القرآن عنه لا يَعْني
إثباتَ وجوده " فهل إذا قامَ كاتسث بنقل اَراء المستشرق (مرجليوث) نقلاً
حرفياً بصدد إنكار وجود سيّدنا إبراهيم، وجاء الدكتور طه لينتحلَ رايَه،
وينسبه لنفسه، ثم يُلقيه على طلاّب كلية الاَداب، ويُذيعه في كتابٍ مطبوعٍ
فاحتجّ الأزهر لهذا الكفر الصريج، يكونُ حجرَ عثرةٍ في طريق حرية
الفكر؟ (1) وما فائدةُ الأزهر إن لم يذُدْ عن كتابِ الله حيمئذٍ؟.
لقد كانَ الدكتور طه في غُنية عن حديثه عن سيدنا إبراهيم، إذ لا
مَساسَ له بالموضوع الذي يتحدّث عنه إلاّ بطريق احتيالٍ مستطرِد!! وكأنّه
اراد ان يَلفت الأذهان إلى كتابه، فيفوم المسلمون بثورةٍ تُذيع اسمه في
الناس! وجريدة (السياسة)، وكُتابُ جريدة (السياسة) يتجاهلون هذه
(1)
هؤلاء يخلطون بين حرية الفكر وحرية الكفر وبينهما بون شاسع كما يقول
العلامة الثخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى. (الناشر)
27

الصفحة 27