كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

عيالاً على الغرب، تتطفع إليه تطلّع إعجابٍ وتقديس، لذلك اُريدَ قطع
صلة حاضرنا بماضينا في التاريخ والعلم والتفكير، كذلك أُريد قطعُ هذه
الصلة في امر العقيدة، وَوُكِلَ إلى المبشرين أن يقوموا بهذه المهمة
الخطيرة، وهي تزييفُ العقيدة الإسلامية، وأنْ يحْملوا المسلمين على
الاعتقاد بأنّها سبب تأخرهم، وعدمُ بلوغهم مبلغ الغرب في حضارته،
وقد اعتُمدت عدة ملايين في الشرق للتبشير عندما أبرمت معاهدة الاتْران)
مع إيطالية، ورُدّت إلى الفاتيكان الأموال التي كانت الحكومة الإيطالية قد
حجزتها".
كما نقل الأستاذ أنور الجندي ما جاء في مذكرات الدكتور هيكل
عن جهوده في معركة التبشير ومنها قو! ه:
"قمتُ بحملةٍ بالغة العنف على التبشير والمبشرين، ولما كانتِ
الأنباء تردُ إلينا عن نشاطِ الحركة التبشيرية في مصر، وفي المعادي، وفي
المطرية، وفي بور سعيد، لم اجدْ في التحقيق معي ما يمنعني من انْ أُتابع
حملتي الصحفية العنيفة على هذه الحملة التبشيرية الأثيمة، وأنْ أُلقي على
إدارة الأمن العام تبعتها، واستمرّت الحال شهوراً، دُعيتُ ائناءها إلى
(النيابة) ورُفعتِ الدعوى علينا أمام محكمة الجنايات بتهمة أننا نُحزض
أهل الأديان المختلفة بعضهم على بعض ".
وقد وقفت جريدة (الجهاد) وجريدة (البلاع) ومجلة (النهضة
الفكرية) في وجه هذا العمل الخبيث، ولكنها لم تواصل الطرق الساخن
على نحو ما فعل الدكتور هيكل على صفحات (السياسة).
واعجبُ ما رواه الأستاذ انور الجندي (1) في هذا الموضوع عن
(1) الصحافة السياسية، ص 2 1 6.
29

الصفحة 29