كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

الدكتور طه حسين انه يَسخر من حملة (السياسة) على القائمين بالتبشير،
وكتب في جريدة (كوكب الشرق) يقول:
"الحديثُ عن المبشرين فرضُ كفاية، إذا قام به المراغي سقطَ عن
الظواهري، وقد تحدّث المراغي أوّل أمس فسكتَ الظواهري امس،
ولكنّ السياسة قليلةُ العلم بالفقه، فهي تعتقدُ ان على كل عالم من علماء
الدين أن يتحدّث عن المبشرين، والحديمق عن المبشرين لا يخلو من
ضرر، ولا سيّما حين يكون المتحدث من أهل المناصب الكبُرى، فهو قد
يغلو فيستقيل أو يُقال، وقد يقصّر فتسوءُ به الظنون ".
والدكتور طهَ يُدافع عن قضيّة خاسرة، فهو لم يستطعْ أن يجدَ من
البراهين المعقولة ما يؤيّد به وجهة نظره في عدم التصدّي للمبشرين! إ ذ
قال اوّلاَ: " إنّ الحديث عن المبشرين فرضُ كفاية إذا فعله المراغي سقط
الأداء عن الظواهري "، وهذا خطأٌ صريح، لأنّ الدفاع عن الإسلام في
وُجُؤ اعدائه المتكالبين على هدمه، فرضُ عَيْن لافرضق كفاية، ويجب
على المسلمين جمععاَ ان يكونوا على قلب رجل واحد في هذا المجال،
فجريدةُ (السياسة) إذنْ ليست قليلةَ العلم بالفقه حين جاهدت في سبيل
الله، ولكنّ قليلَ العلم من يُفتي بالباطل دون ان يعرفَ ما يقول! ئمّ إ ن
الشيخ الظواهري لم يَسكُتْ عنْ قضية التبشير حينَ تكقم المراغي، بل آزرَبر
بأبلغ ما يستطيع من جهد، ورأَسَ اجتماع هيئة كبار العلماء في جلسةِ
طارئة لفناقشة هذه الدّاهية النكواء، ووافقَ المجتمعون على إرسال
خطاب إلى رئيس الوزراء مَمْهوراَ باسم الشيخ الظواهري للقيام بوقفِ هذا
العدوان، ونحن ننقل بعضَ ما جاء في هذا الخطاب عن مذكرات (شيخ
30

الصفحة 30