كتاب محمد حسين هيكل الأديب السياسي المؤرخ ورائد الكتابة

لا تنتظر من الحكومة الإسلامية اقل من ان تسن هذا التشريع الذي يحولُ
بين أولادها وعمل هؤلاء المبشرين " محمد الأحمدي الظواهري.
فالشيخ الظواهري لم يسكُت بعد ان تكقم الشيخ المراغي، ولكته
نهضَ بعملٍ جماعي، حين دعا هيئة كبار العلماء لمناقشة الجريمة من كافة
وجوهها، ثم انتهى ا لأمر إلى وجوب إصدار تشريع يمنع التبشير.
وللدكتور هيكل مقالات جيدة تتحدث عن التعليم الديني
بالمدارس، وتدعو إلى تبسيط مسائله امام الطلاب، بحيث تكونُ سهلةَ
المتناول، وإذا كانت صحيفة (السياسة) قد اتسعتْ لفريقِ علماني في اول
عهدها، فقد تضفنت ردودَ العلماء على ما يقول هؤلاء، ثم انتهت إلى
الصواب حين عرفت خداع الغرب، واَمنت بمستقبل العروبة وا لإسلام.
على أن الدكتور هيكل كان رئيساَ للتحرير يمثل الرياسة الحقيقية في
علوّ النفس، ومواجهة الحقائق، فقد اراد وكيل الحزب - وهو صاحبُ
الأمر المالي في الجريدة إذ يُنفق عليها من سعته - ان ينشرَ كلاماَ لم يفع
لدى الدكتور هيكل موقع القبول فرفض، واضطر الوكيل أن ينشرَ بيانه في
(الأهرام) وكانَ من سعة الصدر بحيث قَدَرَ اعتزاز هيكل برايه، وموقف
الرجلين معاً حميدٌ كريمٌ.
وقد عرض عليه (صدقي باشا) ان ينتقل من رئاسة تحرير (السياسة)
إلى رئاسة تحرير (الشعب) بأجْرِ مضاعف، على انْ يكونَ صاحبَ الرأي
الخالص فيما يكتب دون توْجيهِ فرَفَض، وكزر صدفي باشا - وكان رئيس
الوزراء إذ ذاك - الدعوة، إذ أرسلَ صهر الدكتور هيكل إليه شفيعاَ، ولكن
الرجل رجلُ مبدأ، لا طالبُ ثراء، فرفضَ في إباءٍ!.
وإذا عُلِمَ أن كبار الأدباء كانوا زملاءهُ في تحرير (السياسة) ومنهم
32

الصفحة 32